رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
الإرهابيون، لمن لا يعرف، يحتلون النت منذ زمن، يعربدون فيه كما يشاءون، فهو قاعدتهم، ونقطة انطلاقهم، ومركز عملياتهم، ووسيلة تواصلهم وسلاحهم المتطور الفعال، وملعبهم الرئيسى «عالى التأمين» فى كل مراحل أى جريمة إرهابية، بداية من مرحلة نشر الفكر المتطرف وإشاعة اليأس والإحباط والشائعات وتسميم الأجواء والشحن والتحريض، ونهاية بمرحلة تأييد الإرهاب وأى عمل معاد للدولة، والشماتة فى الضحايا، والمرحلة الوحيدة التى لا تتم على النت هى التخطيط والتنفيذ للجريمة نفسها، ليس أكثر! فى عمليتى «الطالبية» و«العباسية»، كان هؤلاء موجودين، قبل وبعد وأثناء العمليتين، وفى غياب أمنى كامل تتحمل وزره «الداخلية» وكل من عرقلها فى عملها، سواء من «تأفف» من إجراءات الأمن فى الشوارع، أو من «عطل» فى الإعلام والمؤسسات صدور وتنفيذ قوانين وقرارات لحماية الأمن القومي، أو من ساهم بدور عن قصد أو بغير قصد فى إنهاك الشرطة وتوريطها فى معارك جانبية كالتعذيب والاختفاء القسرى على مدى خمس سنوات كاملة. بعد جريمة الكاتدرائية تحديدا، روج هؤلاء صراحة لفكرة أن «جهات أمنية» هى التى نفذت العملية، ودافعوا عن «الإخوان» تحت شعار «إنتو كل حاجة تلبسوها للإخوان»، وجاء ذلك متزامنا مع صدور بيانات «الجماعة» التى تضمنت إدانة الحادث والتنصل من المسئولية عنه، قبل أن تتكشف الحقائق جلية أمام العالم كله بالقبض على الخلية المنفذة للعملية. بعد الجريمة، هناك من شمت فى مصر علنا، وهناك من «فرح» فى قتل مسيحيين بدعوى أنهم «كفار» ومن «مؤيدى السيسي»، وهناك من نشر صيحات التهليل والتكبير فرحا بـ«انتصار الإسلام»، والإسلام منهم براء، بل وهناك من استنكر حتى مجرد تعاطف «المسلمين» مع إخوانهم! والخطير أنه بعد الجريمة نفسها، هناك من راوغ، فبدأ بإدانة الحادث ورفض الإرهاب، ثم ظهر على حقيقته، ووصف ما حدث بأنه نتيجة طبيعية لعسكرة الدولة والسياسات القمعية واضطهاد الأقليات. ولكن الأخطر من هؤلاء، أولئك الذين لعبوا على نغمة «دماء المصريين كلها حرام»، للمقارنة بين ضحايا الكاتدرائية من جانب، وبين قتلى التنظيمات من جانب آخر، تماما مثلما يحاول بعض خطباء المساجد للأسف الشديد الدعاء بـ «خبث» بأن يوقف الله «سفك دماء المصريين»، وكأنهم بذلك يتحدثون عن حرب أهلية بين طائفتين من المصريين تقتتلان، وهم بطبيعة الحال يقصدون حرب الدولة ضد «الإخوان»، أو حرب الجيش فى سيناء .. لاحظ الفكرة الجهنمية! من شمت فينا «إرهابي»، ومن هلل للجريمة «إرهابي»، ومن فرح لسقوط شهداء «إرهابي»، ومن دافع عن القتلى والمعتقلين من الإرهابيين والتمس لهم الأعذار أيضا «إرهابي»، ولكن للأسف، هؤلاء لا يزالون يتحركون على الفيسبوك، وعلى تويتر «المحتل»، أما على يوتيوب «المريب» فإنتاجهم غزير للغاية، ومتنوع، و«كارثي». ولكن الفضيحة الحقيقية أن بعضهم يجد طريقه أيضا على بعض المواقع الإخبارية «المصرية» التى تفتح لهم باب التعليقات بحرية كاملة سعيا وراء «الترافيك» و«شعللة» الأمور، ولتذهب مصر إلى الجحيم، رغم أننى أكاد أجزم أن مصر هى البلد الوحيد على وجه الأرض حاليا الذى يسمح بالتعاطف مع الإرهاب والإرهابيين علنا على الإنترنت، فلم نسمع من قبل عن أمريكى أو بريطانى أو فرنسى تعاطف مع تنظيم القاعدة مثلا أو داعش على الإنترنت ولم يحاسبه أحد على جريمة دعم الإرهاب، بل إن هناك دول «تجرم» إهانة رؤسائها! .. ابدأوا الحرب من «ملعب» الإنترنت، وراقبوا مواقعه جيدا، فستجدوا ما يسركم، واعتبروا هذا تحريضا! لمزيد من مقالات هانى عسل