رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
أما العملاء، فقد باعوا العراق، وقبضوا الثمن، وذهبوا إلى مزابل التاريخ، وتركوا بلدهم ملغوما مقسما يترحم بين الحين والآخر على أيام صدام! وأما النشطاء، فقد فككوا المفكك وجزأوا المجزأ، وقبضوا مقدم الأتعاب من نوبل، ويتقاضون الباقى الآن على أقساط من تركيا، وبعضهم دخل مرحلة «اللوثة»، بعد أن أصبح اليمن السعيد «تعيسا» لا يوجد فى خزانته مليم! وأما الفرقاء، فما زالوا يعيثون فى أرض ليبيا فسادا وانقساما، وتساندهم دول كبرى بالسلاح والمال والدعم، وبـ«الطناش» أحيانا! وأما الأجراء، فما زالت سوريا تنزف وتتمزق إربا إرضاء لمصالح إرهابيين ومرتزقة وخونة اسم دلعهم «المعارضة المعتدلة»، يخدمون مصالح من يدفع لهم ومن يزودهم بالسلاح ويدعمهم فى المحافل الدولية بلا أدنى خجل! أما الأغبياء، فهم اختراع مصرى أصيل، وهم الجزء الأكبر من شعب “فيسبوك” و«تويتر» و«يوتيوب»، ومعهم خبراء كل زمان ومكان، ولا أعنى بذلك بطبيعة الحال كل من يقول رأيه فى أى مشكلة أو قضية، ولكن أعنى أولئك الذين ابتلينا بهم وابتليت بهم مصر على مواقع التواصل وفى الفضائيات وفى وسائل المواصلات ممن أدمنوا «السفسطة» والاعتراض على أى شيء وكل شيء تحت شعار «خالف تعرف»، و«تلحم تعيش»، و«الغجرية ست اخواتها»، وهم لا يدركون أن غباءهم جعلهم «أداة» سهلة فى أيدى الإخوان والطابور الخامس وكل من وراءهم من أجهزة مخابرات أجنبية ولجان إليكترونية لنشر الشائعات والإحباط وتشويه الإيجابيات وتضخيم السلبيات وتسخيف القرارات وإهانة رموز ومؤسسات الدولة، بل وكيان الدولة وتاريخها وحضارتها ككل! بدأوا بالمساعدة فى نشر الشائعات، ثم أعجبتهم لعبة بث اليأس والإحباط وتحريض الفقراء على الأغنياء، وانتهوا بالتطاول على الرئيس والجيش والقضاء والدولة كلها، ظنا منهم أن ذلك من شروط «الرجولة» و«النجومية» على مواقع التواصل الاجتماعى التى هى مصدر معلوماتهم الوحيد! الواحد منهم «غبى منه فيه» .. نقول «ثور»، يقول «احلبوه»! يسقط شهداء، تجده يحدثك عن السكر والعدس! تحدثه عن سوريا والعراق، يتقمص دور «العبيط»! تحدثه عن «مؤامرة»، يسألك «أين هي»؟! تحدثه عن الأمن القومي، يقول : «فزاعة»! تحدثه عن حرب ضد الإرهاب، يحدثك عن حقوق الإنسان والأقليات، ثم كليشيه : «الحل الأمنى لا يكفي»! تحدثه عن دولة القانون، يحدثك عن القمع والدولة البوليسية وممارسات الشرطة! .. صحيح «لن تقوم مصر إلا بأبنائها»، ولكن لن تنهار مصر أو تفشل إلا بأبنائها أيضا، فبأمثال هؤلاء سقطت سوريا والعراق واليمن وليبيا، فمصر لن يكسرها عدو خارجى ولا إرهاب ولا حصار ولا إخوان ولا عملاء، فهؤلاء مقدور عليهم، وإنما قد يضيعها «أغبياء» الداخل، ممن ارتضوا أن يعملوا فى خدمة أعدائنا. هؤلاء لا يعرفون، من فرط غبائهم، أنه عندما تضيع مصر - ولن تضيع إن شاء الله رغم كل ما بها من أزمات - لن ينفعونا بشيء. لن تنفعنا وسائل التواصل الاجتماعي، ولا الكومنتات واللايكات و«الشير» والوجوه الضاحكة والعابسة، لن يأكل المصريون كلمات وحروفا، ولن يشربوا صورا وفيديوهات، ولن «يقبضوا» رواتبهم من الجروبات والإيفنتات، بل سنعود جميعا لنقف كما كنا بالشوم والعصى وأسياخ الحديد أسفل عماراتنا وعلى النواصى نحمى المال والأهل والعرض من اللصوص والبلطجية الذين انتشروا فى الشوارع باسم الثورة والثوار، ووقتها سيتحول كل شارع وكل حى إلى ثكنة تابعة لتنظيم أو ائتلاف أو جماعة، تقام على ناصيته سوق تباع فيه نساؤنا وأطفالنا! .. «اللهم اكفنا شر أعداء الخارج والداخل، والأغبياء أيضا»! لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل