رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«البيه» .. مريض نفسي!

بحكم تجربة سابقة مع «الاكتئاب»، قرأت كثيرا فى علم النفس عن «الإسقاط» و«الاضطراب المفتعل» و«هوس الشهرة»، وتوصلت إلى نتيجة مؤكدة مفادها أن المرضى النفسيين يملأون مجتمعنا الآن.


أما «الإسقاط»، فهو عبارة عن حيلة يدافع فيها الشخص «المريض» عن نفسه فى مواجهة أى اتهام له بالتقصير أو الفشل أو الكذب، سواء بأن ينفى ذلك تماما عن نفسه، أو أن يتهم هو الآخرين بأنهم مقصرون أو فاشلون أو كاذبون!

ومن أمثلة الإسقاط، أن تكون لصا أو فاسدا أو جاسوسا، وتتهم الناس بأنهم لصوص وفاسدون وجواسيس، دون أن تعترف أنت بـ «بلاويك»، لأنك لا تراها أصلا!

والإسقاط أيضا يعنى أن تذهب إلى عملك مرة فى الأسبوع أو مرة فى الشهر، وعندما يتهمك أحد بأنك «تسرق» أموال الدولة «عينى عينك»، تتهم أنت الدولة بأنها «بتسرقك»، وإن«فيه حرامية»!

والإسقاط أيضا يعنى أن تكون فاشلا فى عملك، غير قادر على تحمل أى مسئولية، وعندما يسألونك «لماذا لا تعمل يا حبيبي»، تتحجج بـ«الشللية» و«المحسوببة» و«الوسايط» التى حرمت عبقريا مثلك من الفرصة!

.. والأمثلة لا تنتهي!

وأما «الاضطراب المفتعل» أو متلازمة «مانشاوسن»، فهى حالة نفسية أو سلوكية يتظاهر فيها الإنسان بالمرض أو بأشياء أخرى، كالفقر مثلا، لكسب اهتمام المحيطين به.

فالاضطراب المفتعل معناه أن تدعى على الدوام أنك «فقير» و«غلبان»، وأن «العيشة مرار»، بينما أنت لديك ما يكفيك، ولكنه بالتأكيد لا يكفى لتلبية تفاهات حولتها أنت إلى ضروريات وأساسيات لا تستطيع الاستغناء عنها، متناسيا الدعاء الذى علمناه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا الصدد، والذى كان يستعيذ فيه من «نفس لا تشبع».

والاضطراب المفتعل رأيناه فى الأيام الماضية عندما صرخ «قادرون» من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، لتبرير استمرارهم فى تلقى دعم لا يستحقونه، أو للاحتفاظ ببطاقة تموين ليسوا أهلا بها، لدرجة أننا قرأنا تصريحات لبعضهم يشكو فيها من الغلاء، ومن أن رغيف الخبز غير المدعم وصل إلى 20 و30 و50 قرشا، علما بأن الرغيف المدعم المخصص للفقراء الحقيقيين ما زال على سعره الحقيقي، خمسة قروش، ولكن الفكرة هى الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، بغض النظر عن قدرة الدولة على ذلك أم لا، ولكن المهم «ناخد وخلاص»!

.. والأمثلة أيضا لاتنتهي.

وفى علم النفس أيضا، يمكنك أن تقرأ كثيرا عن «هوس الشهرة»، و«حب الظهور»، وما يمكن أن يفعله ذلك فى نفس الإنسان وشخصيته وسلوكه اليومي، لدرجة أنه يحوله إلى كائن مدمر لنفسه ولمن حوله، فالمهم «الشهرة»!

فبجانب «عناتيل» الفضائيات الذين يعدون أمثلة حية على ذلك، من السهولة أن تجد على الفيسبوك ملايين المصابين بهذا المرض.

فهناك من يتصور نفسه «وكالة أنباء»، أو «قلعة إعلامية»، فيحول صفحته الشخصية إلى جريدة أو موقع «ملاكي» ينشر فيه كل أخبار الدنيا دقيقة بدقيقة ولحظة بلحظة، ومقالات وتحليلات فى كل شيء وأى شيء، سياسة، اقتصاد، فن، رياضة، دين، حتى يصل عدد متابعيه إلى المئات، بل الآلاف!

وهناك من تعجبه لعبة «التشيير»، فينشر أى شى ء يقابله فى طريقه، دون التأكد من مصدره ومصداقيته، بهدف جمع أكبر عدد من «اللايكات» و»الوجوه الضاحكة» والتعليقات، وبعد ذلك نسأل ببلاهة شديدة «من أين تأتى الشائعات»؟!

وهناك من يجعلك تكره الفيسبوك و«الحياة» كلها، بنشر أخبار عن إصابته بالأنفلونزا، أو مرض قطة الجيران، أو انقطاع الكهربا عن بيتهم، أو وفاة جوز بنت خالة والده!

.. والأمثلة أيضا لا تنتهي.

.. والسؤال الآن : «هل أنت بين هؤلاء، كى نلتمس لك العذر»؟!

لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: