رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«ثورة الغلابة» .. أى غلابة؟

غلابة غلابة .. «صدعتونا» بالغلابة، وبحقوق الغلابة، وبمصير الغلابة!والله ما «غلبان» إلا هذا الوطن الذى ينهش أبناؤه لحمه ودمه منذ عشرات السنين دون حياء،

تحت شعار «أكلينا يا حكومة» و«شربينا يا حكومة»، و«سايبانا ليه يا حكومة»!

الكل يتفنن ويبتكر حيل وتقنيات سرقة الوطن واستنزافه، مرة بالفهلوة، ومرة بالقانون، ومرة بالتحايل على القانون، ومرة تحت مبرر «ما هى الحكومة بتسرقنا»، بينما الوطن لا يتكلم، ولا يتألم، إلى أن طفح به الكيل، وجاء الوقت الذى ينزف فيه ويتألم ويتكلم، ويطالب بحقه ممن نهبوه!

أى غلابة هؤلاء الذين «نطبل» لهم و«ندلل» فيهم منذ عقود ونتحدث عن تأثرهم سلبيا من انخفاض قيمة الجنيه ورفع أسعار الوقود والمواد الغذائية؟

من هم الغلابة يا حضرات؟ هل لدينا تعريف للمواطن «الغلبان»؟

هل هو المواطن تحت خط الفقر، يعنى الذى لا يتعدى دخله دولارين يوميا وفقا للمعايير الدولية؟ أم هو المواطن غير القادر على شراء «الدخان» و10 كبايات شاى عشان يعدل دماغه؟ أم هو المواطن الذى ينجب عشرة أبناء ثم يشكو من أنه «مش لاقى يوكلهم»؟ أم هو المواطن الذى لا يقدر على شراء «سمارت فون» جديد بكاميرا «عُشرميت» ميجا بيكسل للمحروس ابنه، بدلا من موبايله «اللى جاب شاشة»؟!

هل «الغلبان» هو سائق التوك توك الذى يعربد فى شوارع القاهرة، ويتكسب مئات الجنيهات يوميا، مستفيدا من البنزين المدعم، ومتهربا من دفع أى رسوم تراخيص أو ضرائب أو مخالفات، ومتحررا من قوانين المرور؟!

هل هو سائق التاكسى الأبيض صاحب أسوأ خدمة تاكسى فى العالم بجدارة، بداية من تعطيل العداد أو المطالبة بالمزيد أو «ضرب» الباقى فى جيبه بحجة عدم وجود فكة، ومرورا بإساءة معاملة الزبائن، إما بالتدخين، أو برفع صوت الكاسيت، أو بالقيادة المتهورة، ونهاية بنشر طاقة سلبية غير عادية بين الناس عبر المناقشات السخيفة إياها التى تبدأ عادة بجملة «البلد بتقع يا بيه .. ما تيجى نعمل ثورة»، ويرتبك عندما تقول له «والله ما نازل .. من المنازل»!

هل هو البائع الذى افترش الطريق ليبيع البضائع المهربة والمغشوشة والمقلدة، بلا فواتير ولا ضرائب، ويسرق الكهرباء من الدولة، ويشوه كل ما حوله بصريا ولفظيا، بداية من القمامة، ومرورا بالروائح الكريهة، ونهاية بالشتائم والمعاكسات والتصرفات البذيئة مع المارة والزبائن أنفسهم؟

هل هو صاحب المحل الذى استولى على مساحة فى الشارع أكبر من مساحة متجره، والذى لا يعرف عن التجارة سوى جملة «السوق نايم، ومافيش بيع ولا شرا» التى يرددها أمام كاميرات التليفزيون، وجملة «أيوة يا بيه» المصحوبة بتكشيرة فطرية فى استقبال أى زبون؟

هل هو الموظف الذى «يمضى ويزوغ» ويقبض آخر الشهر، ثم «يعتصم» فى نهاية العام للحصول على «الأرباح»؟!

هل هو الفلاح الذى بنى على أرضه الزراعية، أو «الصنايعي» الذى لا يريد أن يعمل، أو الشاب الذى يستقل قارب هجرة غير شرعية إلى أوروبا ليتزوج عجوزا أو ليعمل فى نشاط مشبوه؟!

هل هو أستاذ «الدروس الخصوصية»؟ أم طبيب «السبوبة»؟ أم مهندس الأدوار المخالفة؟ أم إعلامى الكذب والتحريض؟!

هل هؤلاء «غلابة» حقا؟

الحقيقة أن كلنا غلابة, ولكن هؤلاء ليسوا كذلك, فهم الذين أثروا على حساب الوطن، وهم سبب معاناته, وهم ليسوا أقلية وليس لديهم حق الشكوى من ضرائب وأسعار.

أليس هؤلاء هم الذين أرهقوا ميزانية الدولة بنهب الدعم لعقود، ثم بالمطالب الفئوية لسنوات، والآن، تحولوا إلى «دمى» يحركها أعداء الوطن فى زمن الحرب؟

.. بالله عليكم، من الذى من حقه أن يقوم بثورة على الآخر؟!

لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: