رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

سيناريوهات 8 نوفمبر

فى الانتخابات الأمريكية أمامنا 4 سيناريوهات :

السيناريو الأول: تكتسح هيلارى كلينتون الانتخابات بفارق كبير عن منافسها دونالد ترامب، وتعلن أمريكا بكل فخر أنها قدمت مثالا يحتذى به للعالم كله بانتخاب أول رئيسة امرأة بعد أول رئيس أسود، وفور إعلان نتيجة الانتخابات، يسارع ترامب بالاعتراف بهزيمته، ويعلن قبول هيلارى رئيسة، ويعتزل السياسة.

السيناريو الثاني: تنجح هيلارى بفارق ضئيل جدا، ويتم إعلان فوزها رسميا، ويستعد أوباما لتسليمها السلطة فى 20 يناير كما جرت العادة، ولكن ترامب وأنصاره يرفضون الاعتراف بالهزيمة، ويتحدثون عن شبهات تلاعب وتزوير فى عملية التصويت، ويدخل الحزبان الجمهورى والديمقراطى فى صراع سياسى وقانونى طويل ومحتدم حول «شرعية» الرئيسة الجديدة، ويتسع الاستقطاب السياسى الأمريكى بدرجة غير مسبوقة.

السيناريو الثالث : يحقق ترامب المفاجأة، ويفوز بالانتخابات، ويصيب نجاحه جميع مؤسسات الدولة الأمريكية بالصدمة والرعب والشلل، وبخاصة معاهد استطلاعات الرأى التى سيثبت كذبها وانحيازها، وكذلك وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى التى ستفقد مصداقيتها، وتصبح الرؤوس الكبيرة فيها مهددة بالإفلاس والانهيار، ولكنها تحاول إيجاد مخرج لها من هذا الموقف، فترفض التعامل مع الرئيس الجديد، وتبدأ فى شن المرحلة الثانية من حملة ابتزاز وتشويه واصطياد أخطاء ترامب بهدف إفشاله والتخلص منه، ولو جاء الأمر عبر خبطة صحفية على طريقة «ووتر جيت»!

السيناريو الرابع : يتكرر سيناريو انتخابات عام 2000، وتتأخر عملية إعلان النتائج للتقارب الشديد بين المرشحين فى بعض الولايات المتأرجحة، وتدخل أمريكا كلها فى دائرة من عدم اليقين، وتؤجج تصريحات ترامب الشارع الأمريكي، ويلجأ أنصاره إلى العنف فى بعض الحالات لاقتناعهم بأن الانتخابات “غير نزيهة”، وربما يصل الأمر إلى درجة وقوع مشاحنات ذات طابع عرقى بين أغلبية مؤيدى ترامب من البيض واليمين المتطرف، وأغلبية مؤيدى هيلارى من الأقليات والمهاجرين، وبخاصة السود.

السيناريو الأول معناه أن عصر أوباما سيمتد، وأن هيلارى ستصبح “دمية” فى يد مؤسسات الدولة الأمريكية تنتهج نفس السياسات السابقة، بنفس الإخفاقات الكارثية، وفى هذه الحالة، لا يتوقع لهيلارى ذات الـ68 عاما - والتى فشلت أصلا كوزيرة سابقة للخارجية، قادرة على مواجهة العملاقين روسيا والصين بندية، ولا على التعامل بحكمة مع التبعيات المتوقعة للحقبة “الأوبامية” وبخاصة فيما يتعلق بقضايا اللاجئين والبطالة وأوباما كير، وملفات إيران وكوبا وحرب داعش وأوضاع سوريا وأفغانستان وليبيا واليمن، والعلاقات مع مصر والسعودية، يؤكد ذلك – مثلا - تصريحاتها السابقة التى تحدثت فيها عن رحيل الأسد وتسليح «إرهابيي» سوريا ودعم جماعات «الفوضي» فى الشرق الأوسط!

والسيناريو الثانى معناه أن هيلارى لن تهنأ كثيرا بصلاحياتها كرئيسة، بل سيظل ترامب فى الصورة، ومعارضا عنيفا لها ولسياساتها، وقادرا على توجيه الضربات الناجحة لها على طريقة المصطلح الكروى الشهير Fox in the box، بعكس أوباما الذى لم يجد شخصية «جمهورية» قوية بحق تعارضه طوال فترتى رئاسته، وسيزداد الأمور سوءا بالنسبة لها لو ظل الجمهوريون يشكلون أغلبية فى الكونجرس الجديد.

وسيناريو فوز ترامب يعنى حقبة طويلة من الارتباك السياسى والاقتصادي، وصدام مؤكد بين البيت الأبيض «الجديد» وباقى مؤسسات الدولة التى سيتم تفريغها من «الديمقراطيين» تدريجيا، لرغبة ترامب فى إجراء تغيير شامل وجذرى 360 درجة لكثير من السياسات التى سارت عليها الدولة الأمريكية لدورتين رئاسيتين كاملتين، وهو ليس بالأمر السهل.

أما السيناريو الرابع فهو متوقع، وليس جديدا على أمريكا، وحتى فرضية التحول إلى العنف تطرحها وسائل الإعلام الأمريكية نفسها بقوة، ولو «تخويفا» من ترامب!

.. ولا أحد يدرى ما الذى يخبئه يوم 8 نوفمبر لأمريكا والعالم!

لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: