رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هيلاري كلينتون .. «باطل»!

«أحمد زي الحاج أحمد» .. وهيلاري مثل ترامب .. ومع ذلك، لو كنت أمريكيا لانتخبت ترامب، ولو من باب التعاطف!

ذات يوم، فاجأني صديق أمريكي بقوله : «قد تكون أمريكا مهيأة الآن لانتخاب أول رئيس أسود .. ولكنها أبدا لن تنتخب رئيسة امرأة»!

.. كان ذلك في عام 2006، أي قبل عامين تقريبا من الانتخابات التي أوصلت أوباما إلى البيت الأبيض للمرة الأولى.

وقتها سألته «كيف»؟ .. فأجابني قائلا : «لأن الشعب الأمريكي مهووس بالتغيير، وبكل ما هو جديد، ولهذا، فإنه مستعد الآن لانتخاب رئيس أسود للمرة الأولى».

سألته : «طيب، لماذا لا يكون التغيير بانتخاب رئيسة امرأة»؟ علما بأن هيلاري كانت وقتها تتنافس مع أوباما على نيل بطاقة الترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، فأجاب قائلا : «أبدا، لن يحدث هذا، لا الآن، ولا بعد مائة عام»!

سألته من جديد عن السبب، فأجابني : «عزيزي، المواطن الأمريكي العادي ريفي الطباع في معظمه، يتبنى الآراء المحافظة، وما زال ينظر إلى المرأة نظرة مختلفة عما نراه في أفلام هوليوود، ويعتبر أن المرأة قد تصلح لأن تكون وزيرة أو حاكم ولاية أو حتى وزيرة للدفاع، ولكنها لا تصلح أن تكون رئيسة لأكبر دولة في العالم، ومسئولة عن قيادة الجيش، ومتحكمة في شفرة الأسلحة النووية».

لم يكتف الرجل بذلك، ولكنه باغتني بقوله : «مصر أو أي دولة عربية أخرى يمكن أن تنتخب رئيسة امرأة ذات يوم، ولكن أمريكا، لا»!

تذكرت هذه الكلمات للمرة الأولى بعد النتيجة المزرية التي حققتها سارة بالين مرشحة الجمهوريين «المتواضعة» لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2008، إذ كانت سببا في فشل جون ماكين مرشح الرئاسة وقتها، ثم تذكرت هذه الكلمات للمرة الثانية الآن ونحن نتابع حرب انتخابات الرئاسة الـ X Rated المستعرة حاليا، بين ترامب وهيلاري!

كلام «صاحبنا» الأمريكي يعني أن هيلاري ستخسر، وأنا شخصيا أتمنى هزيمتها، فلا ننسى لها «مقلب» الربيع، والغريب أن الإعلام الأمريكي نفسه اعترف بفشلها عندما كانت وزيرة خارجية، وكان وقتها يسخر من كبر سنها وزحف «التجاعيد» على وجهها، بدليل أن أوباما في ولايته الثانية جاء بجون كيري مكانها!

لكن الواقع على الأرض يقول إن ترامب لا يمكنه الفوز أيضا في ظل الحرب القذرة التي يقودها ضده الإعلام الأمريكي، والذي ارتكب في هذه الانتخابات ما لم تجرؤ عليه وسائل إعلام دول العالم الثالث وجمهوريات الموز من أجل فوز مرشح بعينه، ووصل الأمر إلى درجة «الضرب تحت الحزام» بوسائل شديدة التدني والانحطاط، ولذلك، لم يبالغ ترامب أبدا عندما تحدث عن انحياز الإعلام، وعن «تلاعب» في إرادة الناخبين، بل وتحدث أيضا في أكثر من مناسبة عن احتمال تزوير الانتخابات، وعن وجود أصوات متوفين، وأكد هو وقطاع كبير من أنصاره أنه قد لا يعترف بنتيجة الانتخابات، وهو أمر يحدث للمرة الأولى في تاريخ أمريكا!

ترامب ليس ضعيفا، وأداؤه في المناظرات الثلاث لم يكن سيئا، واستطلاعات الرأي التي “تصدعنا” يوميا عن تفوق هيلاري غير دقيقة، وتذكرنا باستطلاعات الرأي الموجهة التي نشرها الإعلام البريطاني قبل استفتاء «الخروج الأوروبي»، ثم جاءت نتيجة الاستفتاء مغايرة للاستطلاعات تماما، وهو ما يعني أن يوم 8 نوفمبر قد نشاهد «كلاما آخر» غير الذي نقرأه يوميا في «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، اللهم إلا إذا كانت الدولة «العميقة» قد حسمت النتائج بالفعل لصالح «دميتها» هيلاري من الآن، بالذوق أو بالعافية، وتوافقت على أن يكون البيت الأبيض ديمقراطيا، والكونجرس جمهوريا!

.. و«سلم لي» على الديمقراطية!

لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: