رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ارفعوا أيديكم عن «كيم كارديشيان»!

لو أن ما حدث لكيم كارديشيان فى فرنسا حدث لها فى مصر، لأعلنت دول العالم الحرب علينا، ولأرسل حلف «الناتو» جيوشه وأساطيله لغزو بلادنا برا وبحرا وجوا، ولسن الكونجرس الأمريكى قانونا عاجلا بتجميد أرصدتنا، إن وجدت!

لو تعرضت كيم كارديشيان فى مصر لنصف ما تعرضت له فى فرنسا، لأقام حزب «المكتئبين» و«البلد بتولع» عندنا مأتما كبيرا للمطالبة بإقالة الحكومة ورئيس الوزراء ووزير الداخلية بتهمة القصور الأمنى والاختراق الأمنى والتقصير الأمني، ولكتبت وسائل الإعلام العالمية الكبرى أن مصر دولة فاشلة وغير قادرة على حفظ الأمن!

لو تعرضت كيم كارديشيان فى القاهرة لربع ما تعرضت له فى باريس، لانهارت السياحة، ولتم فرض حظر جوى شامل على مصر لعقود مقبلة، بل ولقاطعت دول العالم الحر جميع منتجاتنا من خضر وفواكه وأقطان ومعادن عقابا لنا على إهمالنا!

لو تعرضت كيم كارديشيان فى أحد فنادق القاهرة 1% مما تعرضت له فى مقر إقامتها الباريسى الفاخر، لخرجت صحفنا الخاصة بعناوين «السياحة فى ذمة الله»، و«مافيش فايدة»، ولتمزقت الأحبال الصوتية لمقدمى برامج التوك شو وهم يصرخون فى فضائياتهم الخاصة «عليه العوض فيكى يا مصر»، ولظهرت صفحات باسم «كلنا كارديشيان» على الفيسبوك تحرض شبابنا على الهجرة من هذا البلد الذى لم يستطع حماية كارديشيان!

طبعا، من لا يعرف كيم كارديشيان، عليه أن يسأل أحد أبنائه، أو حتى أحد أبناء الجيران، وسيعرف أنها، دون مبالغة، أشهر امرأة فى العالم، فهى نجمة تليفزيون الواقع، وطبعا لا تسألنى عن معنى «تليفزيون الواقع»، ولكنها نجمة «وخلاص»، بل نجمة مشهورة، ومشهورة جدا، أشهر وأهم وأغلى وأشيك وأنجح من ملكة بريطانيا وأنجيلا ميركل وتيريزا ماي!

ونصيحة، لا تلجأ للإنترنت للبحث عن اسم كيم كارديشيان والتعرف على شخصيتها وحياتها وسبب شهرتها، لأنك ستورط نفسك فى فتح صفحات غير لائقة، مليئة بصور أقل ما يقال عنها إنها غير صالحة للنشر فى وسائل الإعلام المصرية والعربية، فـ«البنت» مدمنة ارتداء فساتين مكشوفة، هذا فى أفضل الأحوال، والأدهى من ذلك أن زوجها كانى ويست، وهو مطرب معروف أيضا، سبق أن صرح أكثر من مرة بأنه فخور بأن زوجته كيم كارديشيان!

أما الذى تعرضت له كارديشيان فى فرنسا، فكان أغرب من الخيال، ففى قلب عاصمة النور، وفى أوج «الطواريء» والإجراءات الأمنية التى تتخذها الشرطة الفرنسية لتأمين باريس من عمليات إرهابية جديدة، لم يبال اثنان من اللصوص الظرفاء بوجود أفراد شرطة حول منزلها، وتنكرا فى زى رجلى شرطة، وصعدا إلى غرفتها الخاصة، وهدداها بالسلاح، وأغلقا فمها بشريط لاصق، وسحلاها، واحتجزاها كرهينة داخل دورة المياه لفترة وصلت إلى قرابة الساعة، ثم سرقا منها أموالا ومجوهرات ثمينة كانت معها قيمتها تسعة ملايين يورو فقط لا غير، عبارة عن خاتم بخمسة ملايين يورو، وصندوق به أربعة ملايين يورو!

خرج اللصان من المنزل بكل سهولة، وهربا بالمسروقات، ليتركا بعدها ضحيتهما الجميلة «ترقع بالصوت» براحتها وتستغيث بالشرطة «الحقيقية»، وما هى إلا ساعات قليلة حتى غادرت باريس تماما مع مرافقيها، واعتذرت عن عدم حضور أسبوع الموضة الذى جاءت من أجله، بينما اضطر زوجها «كتر خيره» إلى إيقاف حفل غنائى كان يحييه فى نيويورك فى نفس توقيت حادث السرقة، واعتذر لجمهوره عن عدم قدرته على إكمال الغناء نظرا «لظروف عائلية طارئة»!

نحمد الله أن ذلك كله لم يحدث فى مصر، وإلا لكان «حبايبنا» النشطاء إياهم قد احتفوا بها، كما يفعلون مع «ريجيني» و«آية» و«حلاوة»، «ومهند»، وغيرهم من وقود ثورة «الغلابة» .

لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: