رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
مصر أمام خيارين، إما أن تفلس، وتقبل احتلالا أجنبيا لأراضيها، ونهبا علنيا لثرواتها، أو أن تشد لحافها على قد رجليها كما يقول المثل البلدي، حتى وإن كان هذا اللحاف قصيرا! أما إذا كان لحافك قصيرا أكثر من اللازم، وقدماك أطول مما ينبغي، وترى كثيرا من كماليات الحياة أساسيات لا تستقيم العيشة بدونها، فهذه مشكلتك أنت، بل ونبشرك بأن اللحاف سيزداد قصرا كل يوم، شئت أم أبيت، وأيا كان الموجود فى السلطة، إما بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، أو بسبب الأوضاع المضطربة فى المنطقة، أو بسبب نقص إنتاجنا وصادراتنا، أو بسبب فاتورة الدعم الباهظة، أو بسبب أزمة الدولار الناجمة عن الإرهاب وضرب السياحة وفساد الذمم وتكالب الأمم علينا، أو بسبب كل ما ذكر. لا تعجبك الأسعار؟ ومستاء من ارتفاع أسعار الفاصوليا والبامية والكوسة، يا سيدى اتفضل انزل إلى الشارع واعمل لك ثورة جديدة، وبعدها بأشهر لن تعانى مشكلة الأسعار نهائيا، لأنك لن تجد سلعا من الأساس تشكو من أسعارها! لا يعجبك الرئيس؟ يا سيدى اقترح لنا اسما لرئيس غيره ترى أنه الأقدر والأفضل والأكثر نزاهة وشرفا وقوة، البرادعى مثلا، حمدين، نور، حجي! لا تعجبك الحكومة؟ بسيطة، اقترح من تشاء من أسماء المحللين والكتاب والخبراء من طائفة «الحنجورية» الذين تسمع عنهم وتقرأ لهم فى الصحف والمجلات والمواقع والفضائيات، وتشعر وكأن كل شيء له حل سحرى جاهز عندهم، بس الزمن اللى جار عليهم، واطلب تعيينهم وزراء فى الحكومة، وانظر إلى القرارات التى سيتخذونها، على أن يكون من بينهم بهاء الدين وعيسى وعبد الخالق! لا يعجبك البرلمان؟ بسيطة، تفاوض مع لجنة التعاقدات بالنادى الأهلى واقترح عليهم التعاقد مع نواب برلمانات عالمية بشعر أصفر وعيون زرقاء، للعمل كنواب محترفين فى البرلمان المصري، طالما أن من اختارهم المصريون لا يعجبونك شكلا ولا مضمونا ولا سلوكا ولا تفكيرا! لا تعجبك الحالة الأمنية؟ وتصدق بكل بلاهة كل الحكايات والأفلام التى يتم تشييرها على الفيسبوك عن حالات الخطف والاغتصاب، بسيطة، امسك شومة أو سيخا من الحديد، وانزل أسفل منزلك مع جيرانك، ونظموا أنفسكم فى ورديات كما حدث فى الأيام السوداء إياها التى شكلنا فيها لجانا شعبية، لتكون بديلا لجهاز الشرطة بعد إلغائه أو تطهيره أو هيكلته، كما كانت تقول الخطة! لا تعجبك المشروعات القومية العملاقة؟ والعمل للمستقبل؟ بسيطة، فلنوقف العمل فيها، ونوفر فلوسنا، لكى ترميها لنا الحكومة من جديد لملء البطون والجيوب فى صورة رواتب حرام وعلاوات حرام وأرباح حرام ودعم حرام، وبعد ذلك ننتظر منحة من هنا أو قرضا من هناك، وربنا يسهل! لا يعجبك الحديث عن الإنجازات وتعتبره «تطبيلا»؟ يا سيدى بسيطة أيضا، اهرب من أصوات «التطبيل» واطلب اللجوء إلى تركيا الديمقراطية التى تحترم الحريات، وفيها لن تسمع إلا صوت أردوغان ومن يسبحون بحمده! لا تعجبك مصر بشكل عام؟ وتصرخ كل يوم «عاوز أطفش من البلد دي»؟ بسيطة، عليك بالذهاب فى مشوار صغير إلى أقرب سفارة عربية أو أجنبية لمنزلك، لطلب اللجوء السياسي، والعيش فى بلد آخر، ونقترح عليك مبدئيا أن تجرب حظك مع سفارات دول الربيع العربي، سوريا مثلا، أو اليمن، أو ليبيا، ففيها ستنعم بالاستقرار الذى تبحث عنه، وبالسلع التى تحلم بها، ولا تجدها فى بلدك الفقير التعبان العدمان، وليكن شعارك «إلا الفاصوليا»!! لمزيد من مقالات هـانى عسل