لم تقدم للمواطنين الحلول المناسبة.. لم يلمسوا منها إلا التخبط والعشوائية في القرارات.. والمصائب التي تنهال على البسطاء الذين يئنون من الضغط والسكر والصداع.. وهي ليست أمراضاً فقط.. بل أمور تؤرق ليلهم وتقض مضاجعهم.. تتمثل في "ضغط" الحالة الاقتصادية.. وارتفاع "سكر" الأسعار.. و"صداع" لقمة العيش.
الحكومة تسير على نهج الحكومات السابقة؛ بتحميل المواطن البسيط فاتورة عجز الموازنة.. وتطبيق زيادة في الأسعار، ومنها مثلاً زيادة شرائح استهلاك الكهرباء، وعندما تعود لتصريحات المسئولين تجد العجب العجاب؛ فالحكومة تدعم الكهرباء، والزيادة تمثل سعر "كوب شاي على القهوة".. وأنها تتحمل "دلع المواطنين" واستهلاكهم!!
لم يفكر المسئول الحكومي في أن زيادة أجور استهلاك الكهرباء له سلبيات، وأن لسان حال المواطن البسيط يقول له ساخراً: "زوّد.. زوّد ولا يهمك"!!
زوّد ولا يهمك.. فالعبء المادي الأكبر عن ارتفاع استهلاك الكهرباء سيتحمله هذا المواطن، من خلال تسديده مبالغ مضاعفة من خلال زيادة سينعكس مردودها على باقي السلع الغذائية والخدمات.
زوّد ولا يهمك.. فارتفاع أسعار الكهرباء لن يؤدي إلى ترشيد استهلاكها؛ لأن الطبقات الفقيرة لا تمتلك أصلاً أجهزة كهربائية كثيرة، والتي يمكن استغلالها في ترشيد الاستهلاك بشكل عام.
زوّد ولا يهمك.. فستزيد نسبة البطالة؛ لأن المصانع والمحلات التجارية ستحاول تعويض خسارتها فى دفع الأجور المضاعفة؛ بتقليل عدد الأيدي العاملة.
زوّد ولا يهمك.. ففي الدقهلية مات محصل كهرباء على يد مواطن اعترض على قيمة فاتورة الكهرباء.
زوّد ولا يهمك.. سيتعود المواطن على التقشف؛ فسيضطر للشرب من "القلّة" والاستغناء عن الثلاجة حتى لا يتعدى استهلاكه 50 وات! والأهم عودة الحب والأجواء الرومانسية في كل بيت.. فستطفأ الأنوار ويتناول الزوجان العشاء على ضوء الشموع.. تكنس الزوجة بالمقشة بدلاً من المكنسة؛ حتى يشعر الزوج بمدى معاناتها من أجل نظافة البيت.. توفير الراحة للزوج؛ فتغسل الزوجة الملابس في "الطشت" حتى لا يعاني صداع الغسالة الكهربائية.. وفي الشتاء لا وجود للدفاية فيكفي دفء المشاعر.. وكذلك لا داعي للسخان فالماء البارد يجدد حيوية الجسم!!
هذا عن الكهرباء، ولن أتحدث عن إلغاء الدعم، ورفع أسعار البنزين والسولار، ومعها ارتفاع باقي الأسعار، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة.. من أجل عيون الـ"12 مليار دولار" قيمة القرض!!
ليت الحكومة تفكر في حلول مبتكرة وترشيد النفقات من مكافآت وبدلات وخلافه، وإعادة النظر في مفاوضات الاقتراض من صندوق النقد الدولي.. وأن تلقي نظرة إلى الوراء، وتحديداً في التسعينات؛ عندما فرض صندوق النقد الدولي "روشتة" للإصلاح الاقتصادي، نتج عنها: خصخصة القطاع العام، بطالة، فساد، فقر، تدمير الاقتصاد!!
لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة رابط دائم: