رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
لو كان السباح الأمريكى الأسطورة مايكل فيلبس مصريا، لأصيب بتقوس الظهر مبكرا من حمل شنطة المدرسة المليئة بكتب محشوة بكلام أغلبه فارغ! لو كان العداء الجامايكى «الطلقة» أوساين بولت مصريا، لفقد لياقته «بدرى بدري» من كثرة القعدة على القهاوى وتدخين الشيشة والسجائر بلا حسيب ولا رقيب! لو كانت السباحة الأمريكية المعجزة كاتى ليديكى مصرية، لتوقف أبواها عن رعاية موهبتها منذ زمن بعيد زهقا ويأسا من زحام المواصلات فى مشوار توصيلها إلى النادى للمران ثلاث مرات يوميا كما يقول كتاب السباحة، ولاختارت الزواج و«الستر»! لو كان البريطانى برادلى ويجنز أكثر الرياضيين البريطانيين تتويجا فى الأوليمبياد بثمانى ميداليات مصريا، لكان الآن يسير على عكازين بعد تلقيه صدمة من سواق ميكروباص أو سيارة نص نقل وهو يتدرب بدراجته على أحد الطرق السريعة! لو كانت الألمانية إيزابيل فيرث صاحبة الذهبيات الأوليمبية الست فى الفروسية مصرية، لأفلست هى وأسرتها «من زمان» بسبب مصاريف أكل وشراب وعلاج «البيه» الحصان! لو كانت الإثيوبية ألمظ أريانا صاحبة ذهبية سباق 10 آلاف متر عدو مصرية، لكانت قدماها الآن فى الجبس بسبب سقوطها فى مطب أو بالوعة وهى تجرى فى شوارعنا لرفع لياقتها! لو كان السباح السنغافورى جوزيف سكولينج قاهر مايكل فيلبس نفسه فى سباق 100 متر فراشة وصاحب أول ذهبية لبلاده فى ريو مصريا، لانشغل عن السباحة بامتحاناته الدراسية و»الحفظ» و«الصم» والدروس الخصوصية ومكتب التنسيق، واللف على الإدارات التعليمية للتحويل من مدرسة لأخرى! لو كان الإيرانى كيانوش رستمى صاحب ذهبية رفع الأثقال وزن 85 كيلوجراما مصريا لكان الآن من مرضى الاكتئاب وانحناء الظهر وقصر النظر من كثرة جلوسه على الفيسبوك! بأى أمارة إذن نريد أن يسافر رياضيونا إلى الدورات الأوليمبية لحصد الميداليات على حساب الآخرين؟ بأى وجه نلطم الخدود ونشق الجيوب إذا ما خرج أبطالنا الواحد تلو الآخر والواحدة تلو الأخرى من الأدوار التمهيدية لبطولة هى أصلا للأغنياء فقط ولحيتان الاقتصاد فى العالم، ولا مكان فيها للفقراء والغلابة إلا بحالات فردية استثنائية، فالدول الثمانى الصناعية الكبرى فى قائمة العشر الأوائل لجدول الميداليات. هل توجد دولة فى العالم تفعل مثلما نفعل فى أنفسنا؟ هل يوجد إعلام على وجه الأرض يتعامل مع الدورات الأوليمبية بمنطق «العافية» و«الدراع»، بطريقة «ها نكسب يعنى ها نكسب»؟ وإذا لم نكسب نقيم «المندبة» المعتادة على الرياضة والعيشة واللى عايشينها؟! هل يفعل الأمريكان الشيء نفسه مع الأمريكيين الخاسرين فى الأوليمبياد؟ هل يفعل ذلك الإنجليز؟ أو الروس؟ أو الطليان؟ البرازيل المضيفة فازت بذهبية واحدة، ولم تجلد نفسها، الإسرائيليون أقاموا الاحتفالات وطبلوا فى إعلامهم للفوز ببرونزيتين فقط، مثلنا، الأتراك فازوا بفضيتين، عادى جدا! أما عندنا، فالموضوع حرب أو «خناقة»، مع إننا لسنا دولة رياضية، وشعبنا لا يعرف عن الرياضة سوى «الأهلي» و«الزمالك»! بالله عليكم .. ماذا أعددنا للرياضة؟ ماذا فعلنا كأسرة وكمجتمع وكإعلام وكدولة لتكون عندنا رياضة؟ ميزانيات؟ حمامات سباحة؟ ملاعب مفتوحة؟ طرق ممهدة؟ أدوات رياضية؟ رياضة مدرسية؟ هل الرياضة عندنا تمثل أولوية أصلا؟ .. وكلمة أخيرة : كل التحية والتقدير لجميع أفراد البعثة الأوليمبية المصرية فى ريو على مجهودهم ومشاركتهم، والعار لكل من سخر فى الإعلام والبرلمان والفيسبوك من ملابسكم وتصرفاتكم ونتائجكم! .. وتحية خاصة جدا إلى بطل الجودو إسلام الشهابى الذى التزم بقانون اللعبة وانحنى لمنافسه الإسرائيلي، وخسر، ثم انحنى، ثم «استخسر» التعامل بروح رياضية مع من احتقروا القانون الدولى والإنسانى لعقود ولم يحاسبهم أحد! لمزيد من مقالات هـانى عسل