رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

إسرائيل تفوز على مصر!

التطبيع مع الكيان الصهيوني.. الانسحاب أمام اللاعب الإسرائيلي.. الحفاظ على الكرامة العربية.. توصيل رسالة للعالم برفض الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينين... كلها ضغوط إعلامية على بعض المواقع الإلكترونية وعلى مواقع التواصل، كفيلة بوضع اللاعب المصري "إسلام الشهابي" تحت عبء نفسي في مباراته مع اللاعب الإسرائيلي.. ضمن منافسات الجودو في أولمبياد "ريو دي جانيرو" بالبرازيل.

أجواء ما قبل المباراة بدت وكأنها معركة حربية وليست مباراة رياضية فيها مكسب وخسارة وغالب ومغلوب.. أقحمت فيها السياسة؛ وتداعى في الأفق الصراع العربي الإسرائيلي، وأن السلام وهمٌ؛ لا يفهم صورته بسطاء الشارع العربي الذين يعتبرون أن أي لقاء يجمعهم مع الجانب الإسرائيلي يعتبر "تطبيعاً" حتى لو كان رياضياً.. مما يخلق حالة من الحيرة بين المواجهة والانسحاب.. والانسحاب معناه التعرض لعقوبات شديدة ربما تصل إلى الإيقاف، وإلى الشطب النهائي، وزاد الأمر مع إلحاح البعض بضرورة الفوز وتشبيه ذلك بالانتصار العظيم وبعبور قناة السويس!!
بدا ذلك عندما تابعت الجولة بين اللاعبيْن، فلم أشاهد حتى أي محاولة من جانب اللاعب المصري، وكان مستسلماً تماماً للاعب الإسرائيلي، وكأنه منوّم تنويماً مغناطيسياً، ليفوز اللاعب الإسرائيلي بحصوله على 100 نقطة، وتنتهي المباراة، ثم تأتي اللحظة التي أثارت انتباه العالم؛ عندما رفض مصافحة اللاعب الإسرائيلي؛ لتصدر صيحات وصافرات الاستهجان من الجماهير المتابعة؛ لتعطي انطباعاً سلبياً بصفة عامة عن المصريين، والتعاطف مع اللاعب المنافس.
أراد إسلام "كسب" تأييد شعبي برفض مصافحة اللاعب الإسرائيلي، ولكنه "خسر" مرتين؛ مرة بالاستسلام للضغوط والهزيمة من اللاعب الإسرائيلي، والأخرى بعدم التزامه بروح الأخلاق الرياضية وبتقاليد الأولمبياد.. وكان يمكن أن ينقذ نفسه من هذا المأزق؛ بأن يحييه بالتحية المتعارف عليها في لعبة الجودو، ولكن يبدو أن التعصب كان له رأي آخر، الأمر الذي عرّضه لسيل من الانتقادات، وخاصة من بعض رواد مواقع التواصل "المصريين" الذين وصل بهم الأمر للسخرية والشماتة، بل ومشاركة منشورات على صفحاتهم لبعض أخبار الصحف الإسرائيلية بانتصارهم المظفر!!
على المسئولين أن يعوا الدرس جيداً وينصحوا اللاعبين - طالما ارتضوا بأن يمارسوا الرياضة ويمثلوا مصر- بالحفاظ على تقاليد المحافل الدولية، وألا يخلطوا الرياضة بالسياسة.. فهما نقيضان؛ إذا اختلطا أفسدا كل شيء.. وإلا فالأفضل أن ينأوا بأنفسهم عن المشاركة من الأساس والبعد عن "وجع الدماغ"!!


لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة

رابط دائم: