رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ترامب «الموتور» .. أم هيلارى «الملتوية»؟!

هذه المرة، الانتخابات الأمريكية مختلفة وغريبة و«محيرة»، وليست كأى انتخابات، وأخشى ألا تنتهى على خير!

للمرة الأولى، ينحصر اختيار الأمريكيين ما بين مرشح مثير للجدل يصفه معارضوه بـ«المجنون» و«الموتور»، ومرشحة «امرأة»، يصفها خصومها بـ«الساذجة» و«الملتوية»!

للمرة الأولى، يدخل مرشحا الرئاسة الانتخابات، وكلاهما لا يحظى بتأييد ودعم كاملين وصريحين من داخل حزبيهما، وفى ظل انقسامات حادة واستقالات داخل كل معسكر، وعدم وجود توافق على كل مرشح.

للمرة الأولى، تنتقل حملات المرشحين للرئاسة من مرحلة التنافس والتلاسن «المعتادة» التى اعتدنا عليها فى كل انتخابات سابقة، إلى مرحلة الخروج عن النص والضرب تحت الحزام والحديث عن مؤامرات خارجية، وآخرها فضيحة التنصت داخل الحزب الديمقراطى لحساب هيلارى على منافسها ساندرز، والتى قيل إن وراءها المخابرات الروسية!!

للمرة الأولى، تجرى الانتخابات فى ظل انحياز إعلامى كامل وفج لصالح أحد المرشحين من جانب إمبراطوريات الإعلام الأمريكية الكبرى، لدرجة تورط بعضها فى توجيه «تحذير» صريح من خطورة نجاح المرشح الآخر على مستقبل أمريكا وأمنها وسلامتها!

للمرة الأولى، تجرى الانتخابات فى ظل شكوك كثيرة تحيط باستطلاعات الرأى العام الأمريكى عن توجهات الناخبين، وعلامات استفهام حول مدى دقة ومصداقية نتائجها، تماما مثل الاستطلاعات «المقلب» التى سبقت استفتاء الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبي!

للمرة الأولى، يرفع المرشحان الأمريكيان معا شعارا واحدا، مع اختلاف المفاهيم، وهو شعار «التغيير»، فهيلارى تعتبر وصول امرأة إلى البيت الأبيض تغييرا تاريخيا لابد منه بعد وصول أول رئيس أسود للحكم، وترامب يرى أن أمريكا فى حالة إلى تغيير حقيقى يخلصها من حكم الديمقراطيين، ومن «آل كلينتون» على وجه الخصوص!

للمرة الأولى، لن تنتهى هذه الانتخابات - على الأرجح - بتهنئة الخاسر للفائز بروح رياضية!

هيلارى تعتبر نفسها الأحق برئاسة أمريكا، لأنها الأكثر خبرة ودبلوماسية، بحكم عملها فى السابق كوزير للخارجية، وترامب يرى نفسه الأصلح لأنه واضح وصريح وحاسم وقاطع ولا يعرف اللف والدوران فى آرائه أو توجهاته. معسكر هيلارى يرى فى ترامب شخصية فظة ديماجوجية عنصرية متطرفة معادية للأجانب والمهاجرين والأقليات، ومعسكر ترامب يرى فى هيلارى امرأة ضعيفة بلا خبرة، فادحة الأخطاء، وأبرزها قضية استخدامها بريدها الإلكترونى الخاص فى عملها الرسمي، فضلا عن دورها فى فضيحة «الربيع العربي» بمنطقة الشرق الأوسط، بما فى ذلك مسئوليتها عن وصول الإخوان إلى السلطة فى مصر.

هيلارى تستند فى قوتها إلى مؤسسات الدولة الأمريكية التقليدية، وإلى وقوف الإعلام بجانبها بقوة، كما تعتمد على أصوات الشباب «بتوع التغيير»، والنساء، فضلا عن الأقليات التى طالما كان الحزب الديمقراطى الأقدر على التعبير عنها تاريخيا. أما ترامب، فيستند فى قوته إلى مواقفه الصريحة القوية التى تعبر بالفعل عن قطاع عريض من الأمريكيين الرافضين لسطوة المؤسسات التقليدية وإملاءات الإعلام، وأيضا المتخوفون بالفعل من خطر الإرهاب، والتطرف الإسلامي، والهجرة، واللاجئين، وهما ليسوا أقلية أبدا فى المجتمع الأمريكي. لو كنت جمهوريا، لما كان صوتك تلقائيا لترامب، فشخصيته عليها ملاحظات كثيرة بالفعل.

ولو كنت ديمقراطيا، لما اتجه صوتك «آليا» إلى كلينتون، فهى فى نظر كثيرين غير جديرة برئاسة دولة بحكم أمريكا، ولو لم تكن هذا ولا ذاك، فلتعلم أن صوتك وأصوات أمثالك من المتأرجحين، هى التى ستحسم نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه المرة. أما لو كنت مصريا، فستصاب بالحيرة بين تأييد هيلارى كلينتون التى لم تطالب مثل منافسها بمنع دخول المسلمين إلى أمريكا، وبين «تشجيع» ترامب الذى انتقد «الربيع العربي» ودور كلينتون فى مصر وليبيا وتونس وسوريا وفى ظهور داعش!

لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: