رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«الأدب» .. فضلوه على «حقوق الإنسان»!

هذه المرة، لا تقل لى «ريجينى» ولا غيره!!

أحمد المنهالى.. مواطن إماراتى عمره 41 عاما، سافر إلى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية منذ أبريل الماضى للعلاج، ولكنه لم يكن يتصور قبل سفره أنه سيكون ضحية لاعتداء وحشى، ليس بسبب دينه أو معتقداته أو آرائه السياسية، وإنما بسبب ملابسه!

لم يكن «المنهالى» إرهابيا ولا فوضويا ولا جاسوسا ولا صاحب نشاط مريب، ولكنه تعرض فى أمريكا لأسوأ انتهاك لحقوق الإنسان بسبب زيه الإماراتى الذى جعله عرضه للاشتباه فى كونه «داعشيا»!

الواقعة «العار» حدثت عندما ارتابت موظفة استقبال بالفندق الذى يقيم فيه هذا الشاب الإماراتى فى ملابسه، فقد كان يرتدى «الدشداشة» البيضاء و«الغترة» الإماراتية التقليدية، فاعتقدت «الهانم» أنه إرهابى، لأنه يرتدى ملابس الدواعش كما تشاهدهم «سيادتها» على شاشات التليفزيون أو فى أفلام هوليوود، فما كان منها إلا أن سارعت بإبلاغ الشرطة على طريقة «إلحقونا.. عندنا إرهابى»!

ولدى حضور الشرطة إلى الفندق للقبض على «المنهالى»، تعاملت معه بوحشية وهمجية، تماما مثلما تتعامل مع المتظاهرين السود، فقد طرحته أرضا، ووضعت القيود فى يده، وفتشته بطريقة مهينة وعنيفة أدت إلى إصابته بجروح فى ظهره، تم نقله إلى المستشفى فاقدا للوعى.

بعد الواقعة، أقام المنهالى دعوى تعويض ضخمة، واستدعت حكومة الإمارات نائب السفيرة الأمريكية لديها للاحتجاج على ما حدث، كما اعترضت، على نشر مقطع فيديو يوضح تفاصيل عملية اعتقال المنهالى، ووصفته بأنه يحمل تشهيرا فى حق مواطنها، كما حثت الإمارات مواطنيها بتوخى الحذر عند ارتداء الملابس الوطنية فى الدول الغربية «فى هذه الأيام الغبرا»!

طبعا، وسائل الإعلام الأمريكية تجاهلت ما حدث، تماما مثلما تتجاهل هذه الأيام أنباء وصور ضرب وسحل الشرطة الأمريكية للمتظاهرين السود، وتتحدث عن معتقلين فى السجون المصرية!

لم يتهم الإعلام الأمريكى حكومته بالتقصير فى تأمين الأجانب، ولم يتهم الشرطة بالغباء، ولم يحرض على معاقبة واشنطن دوليا.

لم تنطق منظمة «العفو الدولية» بكلمة حتى يومنا هذا، لا عن انتهاكات الشرطة الأمريكية بحق مواطنيها، ولا عن انتهاكاتها ضد رعايا الدول الأخرى.. «عادى».. فالمنظمة متخصصة فقط فى الدفاع عن الإرهابيين والمشبوهين والمحكوم عليهم فى قضايا جنائية!

لم تصدر منظمة «هيومان رايتس ووتش» التى يوجد مقرها فى واشنطن أى بيان يدعو للتحقيق فى واقعة المنهالي، ولا فى فضائح المظاهرات الحالية .. «عادى برضه» .. فـ «الأدب» فضلوه على حقوق الإنسان، وتوفيق الدقن قالها زمان «أحلى من الشرف مافيش» .. ولو كان «المنهالى» عميلا لأمريكا فى دولة أجنبية وأصيب بـ«خربوش» صغير لقامت الدنيا!

.. كلمة أخيرة بمناسبة الحديث عن «الكذب» و«النفاق» و«الغباء»: لم أجد مستفيدا وحيدا من قرار البرلمان الإيطالى بوقف تصدير قطع غيار مقاتلات «إف 16» لمصر بسبب «الفاسوخة» ريجينى إلا جماعات الإرهاب فى سيناء وغيرها!!

.. معلوماتى «القديمة» تقول إن إيطاليا ضد الإرهاب!!

لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: