رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

سيف الاسلام .. هل يبعث القذافي من جديد؟!

فى حياة كل شعب من الشعوب أحداث عظام تترك بصماتها على تاريخها بل وتغير مسارها، وستظل الأجيال تذكرها جيلا بعد جيل، ومن ضمن هذه الأحدث ثورة 17 فبراير 2011 في ليبيا، التى احتفل الشعب الليبى الشقيق بمرور عام عليها.

والاحتفال له مذاق آخر عند الليبيين فهو كما يقول الكثير منهم احساس بالسعادة لا يمكن وصفه لتحرير البلاد، من الظلم والقهر والفساد، بل أن البعض مازال لا يصدق ما حدث. ولكن الكل أجمع على أنه يجب العمل الأن من أجل ليبيا التى لديها من المقومات ما يجعلها فى مصاف الدول المتقدمة.

كتبت هذه السطور في مارس 2012، أي بعد مرور سنة علي الثورة، وكنت ضمن بعثة الأهرام التي زارت ليبيا في ذلك الوقت، لأستطلاع آراء الشعب والنخب الثقافية والسياسية والاعلامية بكل توجهاتها، وكانت تجربة ثرية جدا بالنسبة لي. وكنا أول صحيفة عربية تذهب إلي الزنتان وما أدراك ما الزنتان؟ وكتبنا وقتها عن سر بقاء سيف الإسلام القذافى فى الزنتان. ومتى تتم محاكمته؟! وحاولنا محاولات مستميتة آنذاك إجراء مقابلة مع نجل القذافي، المحتجز في أحد سجون المدينة، أو حتي رؤيته، ولكن هيهات باءت كل المحاولات بالفشل، والسبب "دواعي أمنية".

هذه المقدمة، بمناسبة ما أثير مؤخرا عن إعلان الإفراج عن سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد معمر القذافي، الذي كان محتجزا في الزنتان منذ أكتوبر2011، لدى كتيبة أبو بكر الصديق الموالية للجيش الليبي الذي يقوده الفريق حفتر، ويتبع للبرلمان في طبرق وحكومة الثني المؤقتة. فقد عاد اسم سيف القذافي، إلى المشهد من جديد، لكن هذه المرة ليس مجرد تجديد حبسه أو حكما جديدا ضده، وإنما الإفراج عنه من مؤسسة التأهيل والإصلاح في الزنتان، الإفراج عن "القذافي الأبن"، جرى تنفيذا لقانون العفو العام الصادر عن البرلمان الليبي، وقررته وزارة العدل بالحكومة المنبثقة عن البرلمان.

غير أن الأنباء الواردة من الداخل الليبي، حول أمر الإعلان عن الافراج متضاربة، ففي حين نشرت عدة وسائل إعلامية نص القرار الصادر بالإفراج عن سيف، وتأكيدات محاميه، مدعومة بتاكيد العجمي العتيري قائد كتيبة أبوبكر الصديق المشرفة على سجن سيف، نجد على الجانب الآخر عدة جهات من داخل الزنتان - المحبوس بها سيف – تصدر بيانا مشتركا، تنفي فيه وبشدة خبر الإفراج، وتؤكد وجود سيف داخل السجن، وأنه سيتم التعامل معه وفقا للإجراءات القانونية وما يحقق العدالة.

كانت محكمة ليبية، قد أصدرت في يوليو من العام الماضي، حكما غيابيا بإعدام سيف القذافي، لارتكابه جرائم حرب، منها قتل محتجين في انتفاضة 2011، ورفضت كتائب الزنتان، تسليمه لأي سلطة أخرى، بحجة أنها لا تثق في أن تضمن طرابلس عدم هروبه، بينما وافقت على أن يحاكم هناك، وأن يمثل للمحاكمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وفي هذا الصدد تثار عدة تساؤلات، عن سر إذاعة أو إشاعة هذه الأنباء في هذا التوقيت الحرج؟ وهل هو بالونة اختبار وجس نبض أم حقيقة سيتفاجأ بها الليبيون؟ وما دخل هذه الأنباء في تعقد المشهد الراهن؟.

أستطيع ان أقول وحسب مصادر موثوقة داخل ليبيا، إن سيف القذافي، يتواجد في ليبيا وفي مكان آمن، وفي حماية مجتمعية، وهو حر طليق، وبإرادته يتواجد في المكان الموجود فيه. وأن ملف قضيته في ليبيا، طوي بقانون العفو العام، وحتى محكمة طرابلس التي أصدرت بشأنه حكم الإعدام عليه تراجع نفسها في المرحلة المقبلة، لتنهي القضية بعد إصدار قانون العفو العام الذي استفاد منه سيف، وعدد من منتسبي النظام السابق وغيرهم. ويتمتع سيف، بصحة جيدة ولم يتعرض لأي إهانة أواعتداء، منذ اعتقاله بالزنتان، حتى أصابع يده التي تم بترها نتيجة قصف الناتو لموكبه الذي كان به، حيث أصابت شظايا يده اليمني وجنبه مما أدى إلى بتر أصابع يده.

ويحظي سيف القذافي، بمكانة كبيرة داخل ليبيا، وله من الرصيد الشعبي ما يؤهله لأن يكون القائم المشترك بين الليبيين جميعهم، لأن له من المؤهلات الاجتماعية والسياسية، ما يجعله يجمع الليبيين في أغلبهم على كلمة سواء، وله مشروع مصالحة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، وله علاقات دولية واعدة.

أعتقد أن أهمية الحدث، لا تكمن في مجرد خروج سجين عادي، بل في ما سيترتب عنه من واقع سياسي جديد في ليبيا، سيكون سيف القذافي، أحد أوراقه القوية الجديدة، إن لم يكن أقواها على الإطلاق، خاصة في ظل إفلاس كل البدائل المطروحة حاليا في أن تلبي الأدنى من طموح الليبيين في الأمن والاستقرار واسترجاع سلطة الدولة، بما فيها حكومة السراج نفسه.

إذا كان الليبيون، يريدون ديمقراطية حقيقية فليكن، دستور جديد لليبيا وانتخابات حرة وشفافة، لو تحقق ذلك وشارك ليبيو الداخل والخارج في انتخابات حرة وديمقراطية - مع العلم نصف الشعب الليبي اليوم يعيش خارج ليبيا- ربما يكون لسيف الإسلام القذافي موطيء قدم في ليبيا.


لمزيد من مقالات ابراهيم النجار

رابط دائم: