ارتدي الثعلب المكار ثوب الحمل الوديع ليخدع صغار الحملان ويستطيع أن يأكلهم والقصة معروفة للصغير قبل الكبير, وقد تذكرتها عندما رأيت نتينياهو رئيس وزراء اسرائيل في جولة بدول إفريقيا ويلتقي بعدد من زعماءها وفي نظرات عينيه وتعبيرات وجهه كل البراءة والحب لهم عكس نظراته عندما يلتقي أحد أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية عندها يتبدل الحال ويعود الثعلب المكار لحقيقته .
جولة نتينياهو غريبة ومناسبتها أغرب فهي مرور أربعون عاما علي عملية عنتيبي ولكن الحقيقة غير ذلك فيصاحب نتينياهو وفد من رجال الأعمال اليهود حوالي ثمانون رجل أعمال لعقد الإتفاقيات الإقتصادية مع دول إفريقيا لتدخل إسرائيل المنطقة بثوب الحمل الوديع لتستطيع أن تأكل هذه الدول وتنهب مواردها الإقتصادية بحجة إستثمارها .
سد النهضة ليس هو سبب ذهاب نتينياهو لإفريقيا فليس سبب الزيارة كما يقال الإتفاق علي شراء وإرسال المياه لإسرائيل فهم أي اليهود ليس عندهم مشكلة مياه عذبة فعندهم مياه نهر الإردن والذين حولوا مجراه وعندهم بحيرة طبرية كما أن إسرائيل معروفة بتقدمها في مجال تحلية المياه المالحة فهي ليست بحاجة لمياه سد النهضة ، إسرائيل تلعب سياسة مع مصر فهي تريد أن تخنق مصر من جميع الجهات وتريد أن ترد صفعة مصر لها بتواجدها في القارة الإفريقية تماما مثلما فعلت مصر .
اللعب أصبح علي المكشوف و إسرائيل دخلت الملعب بكل ثقلها وأصبحت أوراق اللعبة مكشوفة لكل الإطراف, فماذا سيكون الرد المصري علي هذه الزيارة ،ومصر تستطيع أن تهدم المعبد علي رؤوس إسرائيل وكل الذين يصدوقون أكاذيبها لو نشرت فقط لائحة إسرائيل العنصرية وملفها الأسود فى جرائم حقوق الإنسان والتصفية العنصرية والعرقية وتزوير وتشويه التاريخ الإنسانى وتهويد القدس وبناء المستوطنات ، فهل ستكشف مصر الثعلب المكار وتخلع عنه ثياب الحمل الوديع أم تتغير الحكاية بعد عشرات السنين ليأكل الثعلب الحملان الوديعة .
لمزيد من مقالات عادل صبري رابط دائم: