رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مبروك عليكم الديمقراطية!

..«يا فرحتي» بالديمقراطية التي تتحول معها الدول إلى «لعبة» في أيدي شعوبها!

أى ديمقراطية هذه التي تنام فيها دولة وهي ذات سيادة واستقلال وتستيقظ لتجد نفسها «نصف دولة» أو «ربع دولة»؟ أو تجد نفسها مُحيت «بأستيكة» من على الخريطة؟

أي ديمقراطية هذه التي تقسم ولا تجمع، وتفرق ولا توحد، وتشتت الشمل وتهدد المصالح وتدمر الدول والنظم وتلحق بالشعوب والعالم بكامله خسائر بالمليارات بين يوم وليلة وترسم مستقبلا قاتما لا مزايا فيه ولا مكاسب لأحد؟

أي ديمقراطية هذه التي تضع مصائر الدول وكيانها وبقاءها ووجودها في أيدي أصوات ناخبين توجههم المشاعر والعواطف والنزعات والميول، وأحيانا المصالح؟

أي ديمقراطية هذه التي يتساوى معها في صناديق الاقتراع - أو فلنقل صناديق «القمار» - صوت المتعلم مع الجاهل، البروفيسور مع العامل والحرفي، الطبيب مع الغوغاء، أصحاب الخبرات وتجارب السنين مع «العيال»؟

أي ديمقراطية هذه التي لا تخجل حتى الآن من أنها جاءت - تاريخيا - بأمثال هتلر وموسوليني ويورج هايدر وبوش الابن وتوني بلير وباراك أوباما و«المعزول»، وغيرهم من مهاويس الحروب والدماء وتجار الربيع والتغيير والحريات وحقوق الإنسان؟

أي ديمقراطية هذه التي تسمح باستخدام الفزاعات واستمالات التخوين والتخويف واستطلاعات الرأي «المضروبة» أو الموجهة والإعلام «المستأجر» لخدمة اتجاه أو تيار معين، كما حدث في الاستفتاء البريطاني، وجاءت النتائج متحدية لهذه «الفزاعات» ومغايرة تماما لنتائج الاستطلاعات، وهو ما سيتكرر على الأرجح في انتخابات الرئاسة الأمريكي؟ أي ديمقراطية هذه التي صدعونا بها ويحاربوننا من أجلها، ويدعون إليها وكأنها دين جديد، أو«هُبل» العصر الذي يجب أن يُعبد ومن يكفر به «صبأ»، وما هي إلا تمثال من «الحجارة» أو من «العجوة»، لا قيمة لها، أو ثوب مليء بالثقوب والبقع؟!

أي ديمقراطية هذه التي يبشرون بها؟

ألم تكن هي سلاحهم الناعم لتفتيت المنطقة العربية كلها، الدولة تلو الأخرى، وعلى رأسها مصر؟ وبما لا يخالف شرع «الديمقراطية»؟!

ماذا جلبت الديمقراطية على العراق سوى الخراب والدمار والفرقة والطائفية؟ كم عراق لدينا الآن؟ ألم يكن العراق أفضل مع «الديكتاتور» صدام؟!

ماذا عن سوريا الديمقراطية ويمن الحريات وليبيا التغيير؟

هل نسينا أنهم خططوا لتفتيت مصر هي الأخرى، بديمقراطية الاستفتاءات، بعد 2011؟

هل نسينا محاولات واضعي دستور 2012 لإدراج مادة تسمح باستفتاءات «مستقبلية» لتقرير المصير للأقليات في مصر؟ هل نسينا أبرز الأسماء التي دافع أصحابها باستماتة عن هذه الفكرة؟

هل نسينا أنه كانت هناك مخططات لإقامة دولة للأقباط في الجنوب وأخرى للسنة في الشمال؟ هل نسينا دعوات تأليب «النوبة» على مصر، أو مقترحات فصل سيناء؟ هل نسينا من يتاجرون حتى يومنا هذا بشعارات التهجير والإخلاء القسري؟ هل نسينا دعوات استقلال «بورسعيد» في أعقاب كارثة الاستاد؟!

لو كانت الديمقراطية حقا هي النظام الأمثل والإله الأوحد الذي لا يوجد له بديل سوى الديكتاتورية، فمرحبا به، ولكن على من يروجون لها ويدافعون عنها باستماتة أن يكتووا بنارها أولا ويتجرعوا مرارة كأسها ويتحملوا عيوبها وخسائرها أولا، قبل أن يصدروه لخلق الله، وهذا أضعف الإيمان!

لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: