رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تأملات صائم
رمضان شهر الصبر

يُعَدُّ الصبر ثمرة من ثمرات عبادة الصوم، فالصوم هو الامتناع عن تناول جميع المفطرات بنية التقرب إلى الله تعالى من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، ومن ثَمَّ فإن هذه العبادة تجعل المسلم يتحلى بالصبر على الطاعة، وعلى ألم الجوع والعطش وحاجات النفس وشهواتها.

وفي الصوم تعويد الصائم على حبس النفس عن حاجاتها وشهواتها، لأن الصوم وقاية وجُنة للمسلم، ففي أثنائه تحبس نفس الصائم على فعل الطاعات والأعمال الصالحات واجتناب النواهي والشهوات، امتثالًا لأمر الله تعالى في الآية الكريمة: (وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) [البقرة: 187].

وهكذا يرسخ الشرع الشريف العلاقة بين الصوم والصبر، وأن عبادة الصوم تمثل طريقًا مختصرًا إلى التحلي بخلق الصبر، ذلك الخلق الذي حث الله تعالى عباده بالتخلق به والتحقق بأسبابه ومراتبه، وأكثره من ذكره وتكراره، بل أثنى على أهله المتحققين به وأجزل مثوبتهم وأجرهم؛ فقال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 153]، ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الطرق التي ينبغي أن يسلكها المسلم حتى يتعود على الصبر هو طريق الصوم؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «الصوم نصف الصبر»، ولا يفهم من ذلك أن هذه العبادة تحمل في طياتها المشقة والتعذيب والإرهاق، وإنما تقوم بترسيخ تزكية النفس حتى يتحقق المسلم الصائم بمقام التقوى والمراقبة لله تعالى، لذا كان ثواب الصائم وأجره عند الله تعالى وحده، اختص به من سائر الأعمال، قال صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي»، ويظهر من هذا الحديث أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد سمى شهر رمضان بشهر الصبر؛ وهي تسمية لها دلالاتها التي تؤكد أن رمضان هو شهر إمساك النفس عن خسيس عاداتها، وحبسها عن شهواتها، ومنعها عن مألوفاتها، وأن الله تعالى قد جعل الصوم سببًا قويًّا في إزالة عوائق وحجب النفس والشياطين، فلنغتنم شهر رمضان شهر الصبر، ولنستلهم منه الدروس النافعة التي ترسخ فينا الأخلاق والفضائل التي دعت إليها الأديان وفي خاتمتها الإسلام الحنيف ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.


لمزيد من مقالات د شوقى علام

رابط دائم: