رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
نعم، وزير التعليم فشل، ويستحق الإقالة، فقد وعد بامتحانات نظيفة نزيهة خالية من الغش والتزوير، ولم يف بوعده، وسبق أن وعد بتطوير التعليم ومحاربة الدروس الخصوصية، ولم يفعل. و«بهوات» الوزارة مدانون مثل الوزير، وعليهم الرحيل فورا، والبحث عن مهن أخرى غير التعليم أو التدريس، فهم لم يكتفوا بالفشل، وإنما تعرضوا لاختراق فاضح أضر بسمعتهم ومصداقيتهم جميعا للأبد، ولو كانت لدينا لجان منضبطة يحكمها «رجال» بحق، لما تمكن أي طالب من الغش، ولما رأينا «مساخر» الغش الجماعي التي شاهدناها، حتى ولو كان هناك مليون «شاومينج بيغشش»! والمدرسون أيضا مسئولون، فهم الذين سمحوا لمنعدمي الضمائر بأن يتسيدوا المشهد التعليمي منذ زمن، وارتضوا لأعضاء مافيا الدروس الخصوصية و«السناتر» أن ينفردوا برسم خريطة التعليم في بلدنا «بالمشقلب» هذا إن لم يكونوا قد انجرفوا وراءهم في التيار أصلا، وأصبحوا ممن حولوا الدروس الخصوصية إلى أسلوب حياة، والغش في الامتحانات إلى «خدمة مجتمع» ونتج عن ذلك طبعا تحول جميع مدارس الجمهورية، الحكومية والخاصة، إلى دور للعرض وقاعات لحفلات عيد الأم و«الهالوين»! والداخلية أيضا عليها جزء كبير من اللوم، فمباحث الجرائم الإليكترونية لديها التقنيات التي تمكنها من الكشف عن مواقع الغش على الإنترنت، ولكن لم نسمع حتى يوم نكسة 5 يونيو 2016 التعليمية عن أحد تم ضبطه أو معاقبته، ورأينا «شاومينج» وغيره يعملون بحرية، ويصدرون بيانات جريئة ووقحة وكأنهم عمر عفيفي أو أحمد المغير، بل ويفرضون شروطهم على الوزارة والدولة، وكأننا في جمهورية موز، والمؤسف تاريخيا أن جمهوريات الموز نفسها لم يحدث فيها ذلك! وحتى بعض التلاميذ والأهالي يتحملون وزرا عن مهازل امتحانات الثانوية العامة، فانعدام الضمير بات «فهلوة» والغش «نصاحة» وحقا مكتسبا ضد الدولة «المفترية» وهناك من يغذي هذا المبدأ لـ«العيال» وأهاليهم، فلا مانع أن يصبح الشاب طبيبا أو مهندسا بـ«الحرام» ولم لا، فالأب والأم يسرقان الدعم والتيار الكهربائي، ويلقيان القمامة في الشارع، ويمتنعان عن دفع الفواتير، ويقبضان المرتبات والعلاوات والأرباح دون عمل. هذه هي الأسباب، وهؤلاء هم المسئولون، وأستثني من كلامي المدرسين واللجان والمراقبين والأهالي، والتلاميذ «الأبطال» بحق الذين لم يسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا لصوصا، بل كان تركيزهم منصبا على تقديم أفضل ما لديهم والحصول على درجات النجاح «بالحلال» و«الشرف» رغم الصيام والحر. أما الحلول، فهما حلان لا ثالث لهما، وليس من بينهما التأجيل : فالأول، يقضي باستكمال الامتحانات بالطول أو بالعرض، وبأن نترك «شاومينج» يغشش براحته، مع إفساد خططه عبر التصحيح الذكي لأوراق الإجابات للكشف عن الإجابات المنسوخة بالحرف من النماذج المسربة، وتمييزها عن الإجابات «الطبيعية». والحل الثاني أن تلغى امتحانات هذا العام بالكامل، ويحصل جميع الطلاب على شهادات نجاح بدون درجات، على أن يكون الالتحاق بالجامعات باختبارات قبول شفهية ونظرية لفرز الأصلح، على غرار اختبارات الكليات العسكرية، ليس رضوخا لشروط «شاومينج» وإنما حماية لمستقبل ومجهود أبنائنا، وإنقاذا لأهاليهم من الشلل الرباعي الذي أصيبوا به على يد وزارة التعليم، وأعتقد أن هذا هو الحل الأفضل والأرجح. كلمة أخيرة : منذ متى وقضايا الأمن القومي مسئولية وزارة التعليم؟! لمزيد من مقالات هـانى عسل