رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
هذا هو عنوان المقال الذى نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قبل أيام بقلم جاكسون ديل يرفض فيه قرار الإدارة الأمريكية بالإفراج عن مساعدات عسكرية لمصر عبارة عن عربات مدرعة مضادة للألغام! «السيد» جاكسون استقى معلومات مقاله من ناشط «مجهول»، ومن موقع اسمه «مدى مصر»، وتباكى خلاله على الحريات والديمقراطية والربيع الذى «باظ» على أيدى السيسي، مستندا فى ذلك - مثل غيره فى الإعلام الأمريكى - على آراء جهات وأفراد لا يمثلون أكثر من 1% من المصريين، بما يعنى أن «البيه» وصحيفته لم يتعظا بعد من فضيحة جوزيف مايتون صحفى الجارديان الذى ظل لسنوات يكذب ويفبرك وينقل عن مصادر ضعيفة أو وهمية، قبل أن تكتشف الصحيفة أمره وتعتذر! جاكسون «أفندى» رفض منح مصر المدرعات المضادة للألغام، واعتبر ذلك مكافأة لنظام السيسى الذى يقمع المعارضين والصحفيين والمجتمع المدني، وهو كلام يعنى أن الرجل سعيد بسقوط شهداء عسكريين ومدنيين يوميا ضحايا متفجرات الإرهابيين فى شمال سيناء وغيرها، أو أنه فى أفضل الأحوال لا يميز بين الإرهابى والمعارض السياسى والمتظاهر السلمي، أو ربما تصور أن الشرطة المصرية تستخدم العربات المدرعة المضادة للألغام وطائرات إف 16 فى فض المظاهرات، أو ربما الرجل يؤمن بأن داعش والقاعدة والإخوان وعملاء المخابرات الأمريكية معارضون سلميون .. والدليل «قالولوا»! جاكسون «بك» تناسى أن أمريكا كانت هى صاحبة قرار تعليق المساعدات العسكرية لمصر بعد ثورة 30 يونيو، ووقتها لم تعترض مصر، وتناسى أيضا أن أمريكا نفسها كانت صاحبة قرار استئناف المساعدات، ووقتها لم تقم مصر الأفراح والليالى الملاح، حيث كانت لدينا بدائل أخرى أفضل من «الهدايا» الأمريكية المقرونة بالشروط والمن والأذى! والطريف فى المقال أنه تضمن نصيحة «تحريضية» للأمريكيين على لسان الناشط «المجهول» ذاته يقول فيها ما معناه : «لا تنتظروا الضغط على السيسى فى موضوع الحريات، بل انتظروا اللحظة التى يرضى فيها عنكم ويؤكد للمصريين براءتكم من تهمة التآمر على المنطقة ومن حروب الجيل الرابع التى يتحدث عنها المصريون يوميا»! جاكسون ديل تجاهل هنا حقيقة أن مصطلح «المؤامرة» هو مصطلح أمريكى بامتياز، فمن تحدث عنها هم منظروهم ولسنا نحن، بل إن الأمريكيين أنفسهم يعيشون منذ منتصف القرن الماضى فى «فوبيا» العدو الخارجى الخفى الذى يريد القضاء عليهم، مرة الشيوعية، ومرة الاتحاد السوفييتى، ومرة كوبا، ومرة الإرهاب، ومرة الإسلام والمسلمين، ومرة القاعدة، ومرة داعش، وإن لم يكن هذا أو ذاك، فلدينا الأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية، وأحيانا الحشرات، وأحيانا أخرى «الزومبيز»، وقد اقترب من هذا المعنى النجم ميل جيبسون فى فيلمه الشهير «علامات» Signs الذى عرض عام 2002! طبعا هذا الكلام «البائس» الذى كتبه جاكسون ديل هو نفس ما ينشر يوميا عن مصر فى الصحف الأمريكية والبريطانية، والذى لا تخرج مصادره عن تقارير النشطاء ومواقع الإخوان، ولهذا كان من الطبيعى أن تكون مصائر هذه المقالات والتقارير فى واشنطن بوست ونيويورك تايمز وبي.بي.سي. وسي.إن.إن «سلة المهملات» بالنسبة للمصريين، فهو المكان الطبيعى الذى يستحقه إنتاجهم للأسف، والذى أفقد هذه القمم الإعلامية «سابقا» هيبتها ومصداقيتها. سيد جاكسون : فى حربنا ضد الإرهاب، من ليس معنا، فهو علينا! لمزيد من مقالات هـانى عسل