رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
كلنا بلا شك نحفظ الحوار ونطرب لأغانى الفيلم الناعمة الشقية ونتراقص مع ضحكهم وجدهم ولعبهم وحبهم ، كلنا نحفظ عن ظهر قلب إفيهات النابلسى وسهير البابلى ، وصراخ مدير التحرير ، وتحايل عبد الحليم حافظ وصديقه لسرقة الصور الصحفية حتى لا يتم نشرها ، ولكن أهم ما قدمه هذا الفيلم فى رأى هو صورة بقيت فى أذهان المشاهدين عن مطار الماظة والطائرات الموجودة به والطائرة التى استقلتها زبيدة ثروت مع أبيها فى طريقها الى أسوان قبل نشر فضيحة هروبها من عريسها وصورها فى عشة الفراخ ، باختصار أن هذا الفيلم قد رسخ فى أذهان الناس أن فى مصر شركة محترمة للطيران تقدم خدمات فاخرة وتقوم برحلات خاصة وتؤجر طائراتها الى مدن مختلفة ، وهو موضوع حكايتى هذا الأسبوع والذى يدور حول وثيقة عبارة عن إعلان لشركة طيران Misr Airwork التى تقدم خدماتها من مطار الماظة بالتعاون مع شركة آير وورك الإنجليزية لمدن عديدة هى مرسى مطروح والإسكندرية فى الصيف والقاهرة وأسيوط والآقصر وآسوان فى الشتاء بالإضافة الى رحلات سريعة الى السويس وبورسعيد بالتعاون مع شركة قنال السويس بالإضافة الى إمكانية القيام برحلات خاصة وتأجير طائرات وتعليم الطيران ، الطريف أن الأعلان يؤكد أن الطائرة ستمر بالقرب من الأهرامات كما أن هناك إمكانية لإقامة حفلات على متن الطائرات وأن السفر يمكن أن يكون لأى وجهه وأن الخدمة حديثة على متن هذه الطائرات الإنجليزية بواسطة أكفأ الطيارين بإختصار ( سحر الشرق باستخدام حداثة وسرعة الغرب ) . الطريف فى الأمر أن هذا الإعلان يعتبر من أقدم الإعلانات عن شركة مصر للطيران التى يقول تاريخها المكتوب إن أول من دعا إلى إنشاء شركة طيران وطنية كان كمال علوى الذى سافر إلى باريس وتعلم الطيران، وفى ٢٣ إبريل ١٩٣٢ تم تأسيس الشركة ، ثم صدر مرسوم ملكى بإنشائها فى ٧ مايو ١٩٣٢ ، وقد تم تأسيس البنية الأولية للشركة بالتعاون مع الشركة البريطانية (Airwork) بإسم مصر إيروورك (Misr Airwork). وقد كان طلعت حرب الاقتصادى المصرى وراء هذه التسميه . وفى البداية كان تشغيل الطائرات مقصوراً على الرحلات الخاصة والطائرات المؤجرة، وقد بدأت عملياتها بعد تاريخ الإنشاء بعام واحد وبالتحديد فى ٣٠ يونيو ١٩٣٣عندما وصلت أول طائرتين جديدتين إلى مطار ألماظة من إنجلترا وكانتا نواة للخطوط المنتظمة. فى يوليو ١٩٣٣ بدأ أول خط منتظم بين القاهرة والإسكندرية وكان الركاب يتجمعون بمكتب مصر للسياحة أمام فندق شبرد بشارع إبراهيم باشا (الجمهورية حالياً) لتقلهم السيارات إلى مطار ألماظة. فى ١٥ فبراير ١٩٣٤ بدأت الشركة فى مد الشبكة الجوية إلى خارج الحدود وكان أول خط بين القاهرة فلسطين . بعد ثلاث سنوات من إنشاء الشركة تقرر تجديد الأسطول بشراء عدد 7 طائرات دفعة واحدة ، وفى عام ١٩٣٦ كانت الشركة هى أول شركة طيران فى العالم تهبط فى المدينة المنورة ، وقد تولت الحكومة المصرية خلال الحرب العالمية الثانية إدارة الشركة، وفى عام ١٩٤٨ ظهرت المضيفات لأول مرة على طائرات مصر للطيران لتقديم خدمة أفضل للمسافرين ، وفى ١٩٤٩ تم تغيير اسم الشركة إلى مصر للطيران (Misr Air)، وفى يناير ١٩٦١ انضوت شركة مصر للطيران والسورية للطيران تحت لواء شركة جديدة هى الخطوط الجوية العربية وكان ذلك نتيجة للوحدة السياسة التى قامت بين مصر وسوريا آنذاك ، ثم ظلت مصر للطيران تحمل هذا الاسم حتى ١٩٧١ ليتغير إلى مصر للطيران (Egypt Air). وتعرض صفحة أهل مصر زمان على الإنترنت بعض المعلومات المفصلة والمثيرة عن تاريخ مصر للطيران فتقول إن أسطول مصر للطيران بدأت بستة طائرات صناعة إنجليزية من طراز ( دى هافيلاند دراجون ) وكانت سرعتها وقتها 176 كم فى الساعة وأن الإسم القديم لمصر للطيران كان (الخطوط الهوائية المصرية) ، وعن قصة إنشاء الشركة تقول الصفحة أن البداية كانت حينما التقى (كمال علوى) مع صديقه (محمد صدقى ) فى مصر حينما عاد كل منهما من الخارج بعدما تعلما الطيران وجمعتهما فكرة واحدة هى إنشاء شركة طيران مصرية لتكون الأولى فى العالم العربى وأفريقيا، وعرضوا الفكرة على عدد من رجال الأعمال، وتحمس لها ( طلعت باشا حرب ) وأنشأت الشركة برأس مال ٢٠ ألف جنيه، وكان يعمل بها ٢٥ موظف و٤٠ عامل و١٠ مهندسين وطيارين، وقد كانت برعاية شركة بريطانية لها ٣٠% من الأسهم إسمها شركة Airwork ولذا تم تسمية الشركة المصرية فى البداية ( الخطوط الهوائية المصرية ) ( Misr Airwork)، وقد إشترط طلعت حرب على الشركة البريطانية أن يكون رئيس مجلس الإدارة مصري، وثلث أعضاء مجلس الإدارة مصريين، واشترطت الشركة البريطانية أن يكون أسطول الشركة من بريطانيا، وبالفعل تم تصنيع 5 طائرات إنجليزية بالإضافة إلى طائرة سادسة وهى الخاصة بـ (كمال علوى)، والذى شحن الطائرة من لندن إلى الإسكندرية على نفقته . وكانت الشركة فى البداية لا تهدف إلى تحقيق رحلات داخلية وخارجية تجلب لها الربح الكبير، وإنما كان الهدف هو تقريب فكرة الطيران عند المصريين، بمعنى إقناعهم بفكرة السفر فى الجو و ترك السفن والسيارات وركوب وسيلة جديدة قد تبدو مخيفة.ومن أجل هذا الهدف ظلوا أول سنة ينظمون رحلات فى سماء القاهرة لمدة ٥ دقائق بسعر ٢٥ قرشا، و١٥ قرشا للطلبة، وكان الإقبال يتزايد بعدما كانت الناس تحكى لبعضها عن التجربة المثيرة، حتى وصل العدد الى ٤٠٠ فرد شهرياً . وفى العام التالى ١٩٣٣ بدأت الرحلات الداخلية، أول خط إلى الإسكندرية، وكانت التذكرة بـ ١٩٥ قرشا وبعدها تم تنظيم خط إلى مرسى مطروح ثم الأقصر ثم أسوان، واستمر الطيران سنة كاملة على الرحلات الداخلية فقط فى العام التالى ١٩٣٤ بدأت الرحلات الخارجية، وأول رحلة كانت إلى فلسطين ( مطار اللد ) وتتابعت الرحلات الدولية حتى كان عام ١٩٣٦ حينما هبطت أول طائرة فى العالم تابعة للخطوط الهوائية المصرية إلى مطار ( المدينة المنورة ) .والله على مصر وشركاتها وطائراتها زمان والآن.