رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
أخبرنا أنت «بقى» : من تكون، وماذا فعلت، وكم أزمة صنعتها، وكم قضية ربحتها، ومن أين جئت بكل هذا السواد والتسويد؟! لقد أحسن الرئيس صنعا عندما أعلن أنه سيصدر «كشف حساب» فى ذكرى 30 يونيو يتضمن ما تم من أعمال حتى الآن، فهذا من حقه وحقنا. ولكننى أتمنى فى الوقت نفسه أن يأتى يوم يرتدى فيه «المناضلون» و«الفاشلون» ثوب الشجاعة ولو مرة واحدة، ليقدموا لنا كشف حساب عن أعمالهم «السودا»، أو حتى «البيضا»، إن وجدت، حتى نتعرف عن قرب على تفاصيل سجلهم الناصع المليء بالعثرات و«الكبسات»! على كل سياسى أو ناشط أن يقدم لنا كشف حساب عن عمله : كم أزمة خرج منها منتصرا، كم مظاهرة نجحت، كم بيان أو تصريح أو قرار تحقق منه شيء أو ثبتت صحته أو تحركت على أثره الجماهير، أو نال استحسانا، كم «تدوينة» أو «تويتة» حققت أى إنجاز على الأرض؟! على كل منظمة حقوقية أن تقدم لنا كشف حساب عن البيانات والتصريحات والتحريضات والتهديدات التى صدرت عنها، كم بيان تعاطفت فيه مع إرهابيين أو مطلوبين جنائيين أو حرضت فيه الخارج على مصر، وكم مرة فى المقابل تجاهلت أو نسيت إصدار بيانات بنفس الهمة والحماس بإدانة الإرهاب. على نقابة الأطباء مثلا أن تقدم لنا كشف حساب عما آل إليه صدامها مع الدولة، وهل تم تنفيذ أى من قرارات جمعيتها العمومية الصاخبة؟ هل تمت إقالة وزير الصحة؟! على نقابة الصحفيين أيضا أن تقدم لنا كشف حساب بمحصلة أزمتها مع الدولة، وحجم الضرر الذى لحق بصناعة الصحافة وبسمعة الصحفيين بسبب «الريشة»! على كل صحيفة ومجلة أن تقدم لنا كشف حساب أيضا عن عدد الأخبار «المفبركة» التى نشرتها، وكم مرة مثلا سارعت هذه الصحيفة أو تلك لنشر أسعار الدولار فى السوق السوداء وانهيار البورصة فى مانشيتات عريضة بالصفحات الأولى بسعادة غامرة، ثم كم مرة توارت أخبار انخفاض سعر الدولار أو ارتفاع مؤشرات البورصة فى الصفحات الداخلية لذات الصحف!! على كل موقع إليكترونى يزعم أنه «مكسر الدنيا» أن يقدم لنا كشف حساب عن حقيقة حجم «الترافيك»، وكيف يتحقق من مواد ما يسمى بـ «صحافة المواطن» قبل نشرها، وبخاصة كليبات أمناء الشرطة ودماء حلب! على كل مقدم برنامج «توك شو» أن يقدم كشف حساب، ولو لنفسه، أو لضميره، عن مدى نجاح سياسة التسخين والتوليع وتضخيم السلبيات وتسويد عيشة المواطن وتدوير أخبار فيسبوك فى زيادة نسب مشاهدة برنامجه أو زيادة الإعلانات! انتظروا من هؤلاء بالتأكيد التكالب على تقييم «كشف حساب الرئيس» و«التفعيص» فى كل كلمة به بعيدا عن النقد البناء، ولكن لا تنتظروا من أى منهم أن يقدم كشف حساب عن نفسه! كلمة أخيرة : الباعة الجائلون، والتجار العشوائيون، والمحلات غير المرخصة، وسارقو التيار، وباعة السلع المهربة والمغشوشة، هم السبب الأرجح وراء حريق الرويعي، ومع ذلك سيكون هؤلاء أول من يبتز الدولة ويحصل على تعويضات، بدعوى أنهم «غلابة»، أما التجار المحترمون و «اللى ماشيين صح»، فلهم الله! وبالتأكيد، لا تسألنى عن العلاقة بين أسباب حريق «الرويعي» وحريق «الصحفيين» .. لأنه «يخلق من الشبه أربعين»!! لمزيد من مقالات هـانى عسل