رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مخبر اول مكتب للمخبرين
الخصوصيين فى مصر

أمـــــل الـجــيـــــار
عزيزي القارئ إستعد فسوف نقوم هذا الأسبوع بمغامرة لذيذة علي طريقة الأفلام الأبيض والأسود في منتصف القرن الماضي‏,‏ ولا تنس إحضار ما تحتاجه معك أو بالبلدي كده‏-‏ عدة الشغل‏-(‏ النظارة السوداء والجورنال المثقوب والبايب والطاقية والبالطو الجملي الكالح ذو الياقة العالية الخاص بشارلوك هولمز أشهر مخبر سري في العالم‏)

,‏ فحكاية اليوم لمن إنتابه الفضول حكاية مثيرة وغريبة ولم أكن أعتقد أنها حقيقية حتي وقع في يدي هذا المستند الذي يؤكد صدق هذا الموضوع‏..‏
والحكاية من البداية أن الأفلام المصرية القديمة كثيرا ما كانت تقدم لنا شخصية المخبر السري الذي كان البطل يستأجره للتحقق من موضوع ما أو لمراقبة زوجة للتأكد من خيانتها أو لفك طلاسم جريمة غامضة‏,‏ وكثيرا ما لعب الكوميديان العظيم عبد السلام النابلسي هذا الدور مضفيا عليه لمساته الساخرة ومنها الجورنال المثقوب أمام العينين والذي كان يختفي وراءه لمتابعة الهدف وكثيرا ما كان يبدو مفضوحا وهو يمسك الجورنال بالمقلوب فتنتهي المطاردة بسقوط المخبر الذي يدعي الذكاء في أيدي الأهالي ليحصل علي علقة ساخنة أو يقوم المجرم بتضليله ويقدم له معلومات مغلوطة ليصبح الموقف أكثر تعقيدا‏,‏ وكثيرا ما كنا نضحك ونحن نشاهد هذه المواقف الكوميدية المتتابعة التي تنتهي في النهاية لصالح الخير وإن طالت الرواية ولكننا كنا نعتقد أن فكرة المخبر السري الذي يتدلي البايب الإنجليزي من فمه ما هو إلا شخصية أسطورية إبتدعها خيال كاتب ما علي ظهر الكرة الأرضية وتلقفها الكتاب الأخرون ليبدعوا ويجودوا‏,‏ وما تمثال شارلوك هولمز الذي يقف في شارع بيكر‏Bakerstreet‏ في لندن يستقبل زوار متحفه الشهير إلا نموذجا للشخصية الخيالية التي إخترعها الكاتب والطبيب الإسكتلندي سير آرثر كونان دويل عام‏7881‏ ليتحول بعد سنوات الي أشهر مخبر في مدينة لندن يساعد رجال الشرطة لحل الجرائم التي تواجههم وقد ظلت هذه قناعاتي حتي عثرت علي الوثيقة التي أعرضها هذا الأسبوع لتتحول الحكاية الخيالية الي حقيقة ويتحول المخبر الأسطورة الي حقيقة ملموسة ومعروفة لكل من عاش في مصر في منتصف القرن العشرين‏,‏ ووثيقة هذا الأسبوع التي قلبت الأسطورة الي واقع هي كتيب صغير لا يتعد حجم الجيب مكون من‏61‏ صفحة وهو عبارة عن إعلان عن مخبر كما يقول الغلاف المكتوب عليه بالأحرف الكبيرة‏(‏ الآن يمكنكم إستخدام مخبر أول مكتب مخبرين خصوصيين بالجمهورية المصرية‏,‏ المدير العام الدكتور ج‏.‏ بغدادي‏..‏ العنوان‏22‏ شارع عبد الخالق ثروت القاهرة ويقول صاحب الفكرة في دعايته‏:‏ لو كان لدينا في مصر مكاتب مخبرين خصوصيين كالنظام المعمول به في أوروبا وأمريكا لما وقفت مكتوف الأيدي أمام كل هذه المشكلات وقد كان هذا هو الحافز الأول الذي دفعني الي العمل منذ‏51‏ عاما علي تأهيل نفسي لإدارة أول مكتب مخبرين خصوصيين في مصر فسعيت جاهدا للحصول علي دكتوراه في العلوم النفسية وعلوم ما وراء الطبيعة من إنديانابوليس بالولايات المتحدة ودبلوم العلوم النفسية من أكسفورد ودبلوم علوم كلية البوليس من شيفلد بإنجلترا ودبلوم الخبرة الفنية في الأبحاث والتحقيقات الجنائية والبوليسية من معهد العلوم التطبيقيقية بشيكاغو‏..‏ كل هذا حتي أتمكن من القيام بإدارة المكتب علي أحدث النظم العلمية وقد إخترت له إسم مخبر ليقدم مزايا المخبرين وما يؤدونه من خدمات لصالح المواطنين لحمايتهم ومعاونتهم في أن يحيوا حياة هادئة صحيحة‏,‏ وإني لأناشد شباب مصر المثقف علي دفع هذه المهنة الفريدة وشق طريقهم اليها ليحققوا لمصر ما تصبو اليه من رقي وحضارة‏..‏ وأضاف صاحب الفكرة أن فكرته لم تر النورإلا في عهد النور‏..‏ عهد جمال عبد الناصر حيث أن مكتبه وضعت أمامه العراقيل في العهد البائد‏(‏ يقصد العهد الملكي‏)‏ ولم يتمكن من الوقوف علي قدميه إلا بزوال عهد الظلم والإستبداد‏..‏ ومن هذا الكتيب يتبين أن فكرة المخبر الخصوصي عرفت لأول مرة بعد ثورة‏2591‏ وأن صاحب الفكرة إستلهمها من الخارج وأنه أعد العدة العلمية اللازمة للقيام بمثل هذا العمل الخطير من دراسات وتسلح بالعلم ولم يعتمد علي الفهلوة كما يحدث هذه الأيام بل وطلب من الشباب الإتجاه للعمل في هذه المهنة الوليدة والغريبة والنافعة للمجتمع‏..‏
ثم إستمر صاحب الفكرة في شرح فكرته بأن قال أن هدفه هو الحق ولا شئ غير الحق فقد رفض قضايا شعر بعدم عدالتها وأن الحق ليس في صفهم وأن المحامي الناجح يجب أن يستغل مواهب المخبر لتنفيذ القانون‏,‏ كما أن المخبر يمكنه أن يقدم خدماته لأهالي وأولياء أمور الطلاب المغتربين فيقدم تقريرا وافيا مفصلا عن أحوالهم ومن يعاشرون وكيف ينفقون أموالهم‏,‏ كما يمكن للمخبر أيضا أن يقرر صلاحية أو عدم صلاحية شريك الحياة المقبل من خلال تقديم تقرير شامل عن العروس أو العريس ليساهم في بناء عش المستقبل الجميل حتي لا يتحول الزواج الي ورقة ياناصيب وبالتالي يمكنه أن يمنع إصابتك ببعض الأمراض النفسية التي قد تصيبك من جراء سوء إختيار شريك المستقبل‏,‏ ويمكن للمخبر القيام بتحريات عن التجار والمؤسسات وتقديم تقرير عن الموظفين وتحصيل المبالغ المتأخرة لدي العملاء والمساعدة في تحصيل الميراث ومنع التلاعب فيه من خلال تحريات ومتابعة دقيقة‏,‏ كما يؤكد الكتيب أن جميع أعمال مخبر لا تتدخل مطلقا في أعمال البوليس الرسمية‏.‏
وفي النهاية لا يمكنني إلا أن أقول أن هذا الكتيب قد قدم لنا معلومات مثيرة عن بعض الأعمال في مصر كنا لا نعتقد بوجودها وفي نفس الوقت أصابني بدهشة لإنه يقوم بأعمال غريبة علي المجتمع المصري في هذا الوقت مثل القيام بتحريات عن العروس لصالح العريس أو العكس بالإضافة لمراقبة الأبناء لصالح أولياء الآمور ولكنها الأوراق القديمة التي تبهرنا كل يوم بالغريب والمثير‏..‏ والله علي مصر زمان‏.‏

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق