رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

.. وانفض مولد سيدى «يناير»!

أخيرا، انفض المولد، ومر يوم 25 يناير بسلام، وانقشعت عن سمانا تلك الوجوه الكريهة التى صدعتنا على مدى أكثر من

شهر تقريبا بتمجيد ذكرى ثورة لا يعرفونها، وأساءوا إليها بصلفهم ونرجسيتهم، بداية من قيادات «الجماعة» التى هددت بالدم وإقامة الحد على كل من يتجرأ ويتصدى لمظاهراتها فى ذكرى يناير، ومرورا بـ«كبيرهم» الذى ما زال يغرد بعبارات من وراء التاريخ، ورفيقه «الوسيم» الذى حذر القيادة المصرية من «انفجار قريب»، وكأنه المهاتما غاندي، ونهاية بهذا «السمج» الذى يستحق بجدارة لقب «أرذل شاب فى مصر»، والذى توعد الجميع منذ أكثر من شهر «موعدنا 25 يناير»، ثم اختفى، ونهاية بعصابة «منظرى» يناير الذين «طفحوا» مرة واحدة بمقالات فى الصحف وظهور متكرر فى الفضائيات للحديث عن «الورد اللى فتح فى جناين مصر»، مرددين جميعا نفس المواويل «الغم» إياها بداية من «قانون التظاهر» و«الدولة القمعية» و«الاختفاء القسرى» و«الإفراج عن المعتقلين»، ونهاية بأن «أهداف الثورة لم تتحقق»، وأن «نظام مبارك عاد بقوة»!

إذن، نقول «الحمد لله»، ونسجد له شاكرين لأنه ألهمنا الصبر حتى تنقشع تلك الوجوه والأقلام التى كانت تظن أن الأيام السوداء يمكن أن تعيد نفسها، وتعود مصر «لعبة» فى أيديهم ورهنا لتواريخهم وذكرياتهم، فتتكرر وقائع حرق الأقسام واقتحام السجون وقطع الطرق وإغلاق المصالح والأعمال وتخريب المنشآت وووقف الأرزاق والمصالح و«العكننة» على الشعب الذين تحدثوا باسمه، وخربوا بيته، وما زالوا يحاولون تنصيب أنفسهم من جديد زعماء له، والشعب منهم براء، وثورة يناير نفسها منهم أيضا براء.

ارتدى هؤلاء جميعا ثوب الثوار والمناضلين والشهداء، تحت شعار «الثورة اتسرقت»، و«مافيش حرية»، لدرجة أن إحدى الثائرات الشهيرات تساءلت فى حديث لوكالة أنباء أجنبية «لماذا يعاملونها كالمنبوذة»، بهدف استدرار العطف الخارجى، وأحدهم اشتكى من وراء القضبان من «شعوره بالإحباط»، والآخر قال «لا أحد يتذكرنا»، ورابع ترحم على أهداف الثورة وأحلامها التى لم تتحقق، دون أن يكلف نفسه النظر بعين موضوعية لما تحقق وما لم يتحقق، فالواقع على الأرض يقول إنه لم يعد هناك لا مبارك، ولا توريث، ولا حزب وطنى ــ اسما وفكرة ــ ولم يعد هناك انتخابات تزور، ولا فساد مطلق اليدين، ولا مسئول فوق المساءلة، ولا حتى رئيس فوق النقد، وأزمات كثيرة حلت، وأمور أخرى تغيرت إلى الأحسن، فهذه هى أهداف الثورة، ولكن الشىء الوحيد الذى لم تنجح «ثورتهم» فى تحقيقه هو إسقاط النظام وتقسيم مصر وكل ما طالبوا به من أهداف مشبوهة، مثل تشكيل المجلس الرئاسى وهيكلة الداخلية وتطهير القضاء وتشكيل محاكم ثورية، فهل تظنون أننا نسينا؟

هل يتذكر هؤلاء أيام كان العجب نفسه لا يعجبهم؟ هل نسيتم كم «مليونية» نظمتم؟ وعلى كم مظاهرة فئوية حرضتم؟ وكم طريقا وميدانا قطعتم؟ وكم مبنى أغلقتم وأحرقتم؟ هل انتهت أى من مظاهراتكم بسلام؟ هل تذكرون أيام كنا نحدثكم عن الاستقرار فتسخرون منا؟! هل تذكرون عندما كنا نتحدث عن مؤامرة كبرى ضد مصر، فتقولون إن «النظام بيخوفكم»؟ هل تذكرون أنكم أنتم الذين ارتكبتم جريمة «توصيل» جماعة إرهابية إلى السلطة؟ ألا تدركون أنكم منذ ثورة 30 يونيو وحتى يومنا هذا تتبنون كل مواقف الجماعة وتتحدثون بنفس منطقها، بل وتخدمون أهدافها، بدليل أنكم كدتم تشاركون فى إشعال مصر فى توقيت متزامن مع مخطط إشعال و«دعشنة» تونس وليبيا؟! بدليل أنكم امتعضتم من انتشار الجيش والشرطة فى الشوارع والميادين لتأمينها فى ذكرى الثورة، ونسيتم أن تونس أعلنت الطوارىء بسبب مظاهرة، وأن فرنسا نشرت الجيش بسبب عملية إرهابية واحدة؟! .. هل تظنون أننا بلهاء؟!

ألم يحن الوقت لنتوقف عن الثرثرة والمتاجرة بالوطن والنصب باسم «يناير»؟

هل يعقل أن يكون الشرق الأوسط من حولنا على أبواب حرب طائفية، والدواعش يهددون ليبيا وتونس، وسوريا تتمزق، والعراق يتعرض لانتهاك تركى، ودول الخليج مهددة فى أمنها واقتصادها بسبب خطة أمريكية إيرانية قذرة، ونحن مازلنا نتحدث عن قانون تظاهر ومعتقلين، ونتشاجر حول ما إذا كانت يناير ثورة أم عيد شرطة، أو ثورة أو مؤامرة، أو هى أفضل أم يونيو؟!

ألا يكفينا أن الرئيس حسم الأمر عندما قال إن يناير «ثورة»، انحرف مسارها، وتم تصحيح المسار فى 30 يونيو؟!

..خلاص .. انفض مولد «سيدى يناير».. فعودوا إلى عملكم .. و«خلوا بالكم من بلدكم»!

لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: