فى 2016، معركتنا الحقيقية والأصعب ليست ضد الإرهاب وحده، وإنما مع كتائب «التسخيف» و«التشاؤم» و«الإحباط» التي تعيش بيننا.
هذه الكتائب تمارس نشاطها في كل مكان، في كل شارع، وفي كل مؤسسة، تسفه من عملنا، وانتصاراتنا، ونجاحاتنا، وتهول من أخطائنا، وتسخر من كل شيء، وترفض كل شيء، وأي شيء، وهي الوقود الحقيقي لـ«الأناركية» العالمية التي تهدف إلي إسقاط الدول.
ممنوع تحب مصر، ولا جيشها، ولا رئيسها .. سيتهمونك بـ«التطبيل».
ممنوع الإشادة بالحكومة، ولا بأي وزير أو محافظ أو مسئول .. سيتهمونك بالنفاق، ممنوع الحديث عن الإيجابيات أو المستقبل .. سيتهمونك بالتفاؤل، فالتفاؤل في بلدنا هو عدوهم الأول، وهو بالنسبة لهم تهمة وعار، يريدونك شتاما لعانا علي طول الخط، يريدونك كسولا يائسا ساخرا كثير الشكوي سليط اللسان كئيب الوجه، شعارك «الدنيا بايظة» و«العيشة مرة» و«مافيش أمل»، إياك أن تبتسم، سيقولون عنك «بتاع النظام» و«مطبلاتي» و«مستفيد»، سيرهبونك ويحاصرونك في كل مكان لكي لا تعمل، ولكي تكره بلدك وقادتها وحاضرها ومستقبلها.
تحب رئيسك فيقولون «عبادة الفرد»، تشتعل المنطقة من حولك فيرفضون الاعتراف بوجود «مؤامرة» ويشكون من اختفاء الطماطم والبامية، تحارب الإرهاب يبكون علي الحريات، تقضي علي غلاء الأسعار يطالبونك بعدم التصديق، تزرع 1٫5 مليون فدان يسألونك عن «دراسات الجدوي»، تطلق مشروع الضبعة يسألون عن التكلفة، تحاكم فاسدا يتهمونك بـ «تصفية الحسابات»، تطهر الشوارع من الباعة الجائلين وقاذوراتهم، يقولون «غلابة»، تزيل مخالفات بناء أو تعديات علي أرض زراعية، يتهمونك بإثارة «الاحتقان».
في مصر وحدها، «الشتيمة» فى «النظام» والحكومة واجب وطني، حتي الحر والبرد والمطر مسئولية الدولة والمحافظ!
فن «التسخيف» هذا يُدرس في أجهزة المخابرات العالمية، وفي منظمات «التغيير» إياها، وهو أهم سلاح مستخدم في حروب الجيل الرابع، ورءوسه معروفة في مصر، ومواجهة هؤلاء تكون بكشفهم وتفنيد سخافاتهم باحترافية في نفس ملعبهم، وأيضا بمزيد من العمل والتفاؤل.
لمزيد من مقالات هـانى عسل رابط دائم: