رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مغزى تحرير الرمادى

هل يمثل نجاح القوات المسلحة العراقية فى استعادة مدينة الرمادى من مخالب تنظيم الدولة ««داعش» أمس الأول، بداية النهاية لهذا التنظيم الهمجى البربري، الذى أساء إلى الإسلام والمسلمين؟

إن هذا ما تعهد به رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي، حيث قال إن عام 2016 سيكون عام إنهاء وجود «داعش» على أرض العراق. وبصرف النظر عن تفاصيل المعارك، وأن المعركة الحاسمة التالية ستكون فى مدينة الموصل لتحريرها، والتى تعد أكبر تجمع سكنى يسيطر عليه «داعش» فى العراق.. فإن الرسالة الأهم التى يبعث بها هذا الانتصار، هى أنه بدون تلاحم وتكاتف أبناء الشعب معا، وتعاونهم مع القوات المسلحة، لن يتم الانتصار على الإرهاب الأسود والقضاء عليه. إن الشعوب هى التى ستهزم الإرهاب.. تلك هى الرسالة، وبالتالى فإنه عندما تعاون الجيش العراقى (جيش الشعب)، مع عشائر الأنبار (وهى جزء من الشعب)، تحقق الانتصار، إن المغزى هنا هو أن الإرهاب الأثيم يجد التربة الملائمة لنموه وانتشاره فى تفرق أبناء الشعب واختلاف كلمتهم، ومن ثم يسود الإرهاب ويتوغل، أما عندما يصبح الشعب وجيشه يدا واحدة، ساعتها يموت الإرهاب، ويصبح كأنه لم يكن. إن الهدف الأساسى لإرهاب تنظيم «داعش»، سواء فى سوريا أو العراق أو ليبيا، بات مفضوحا للشعوب العربية كلها، هذا الهدف هو هدم الدول الوطنية وتحويلها إلى مجرد كانتونات وكيانات هشة منقسمة، يأكل بعضها بعضا، ويحقق «داعش» هذا الهدف من خلال الإيقاع بين طوائف الشعب المختلفة واللعب على التناقضات، ولكى تتجنب الشعوب الوقوع فى هذا الفخ فإن عليها الاصطفاف خلف الجيش الشرعى الذى يتكون من كل أبناء الشعب كله، بعيدا عن الطائفية والمصالح الضيقة.. وهذا ما أدركه أبناء الشعب العراقي.. فكان لهم الانتصار، واستعادة المدن السليبة، الواحدة تلو الأخري. ولعل فى كلمات أحد نواب البرلمان العراقي، ما يشرح هذا المعنى بإيجاز، قال: إن معركة الرمادى أثبتت قوة وبسالة الجيش فى حسم المعارك، وأنه هو القوة الحامية لجميع مكونات الشعب العراقي، وأن تلاحم الشعب مع جيشه منع التجاوز على سيادة الدولة، ونتمنى أن يصل هذا المعنى إلى كل الشعوب العربية.

لمزيد من مقالات رأى الاهرام

رابط دائم: