رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رسالة الفتاة الإيزيدية.. من مصر!!

أعجبتني قوة وصلابة كبرياء "نادية مراد"، الفتاة العراقية، الإيزيدية، التي وقفت بشجاعة تُحسد عليها أمام أعضاء مجلس الأمن؛ لتروي لحظات الرعب والهمجية التي تتعدى حدود العقل والمنطق لمجرمي داعش، ومدى بشاعة نفوسهم التواقة لسفك الدماء والاغتصاب الوحشي.

نادية لم تخف ولم تدفن رأسها في التراب، بل وقفت صامدة تروي حادثها الأليم بعزّة نفس أبيّة، لتُبكي كل من استمع لتلك اللحظات القاسية، وكيف تعرضت طائفتها الإيزيدية في مناطق الموصل وضواحيها بالعراق للاحتلال البربري الداعشي؛ من عمليات تعذيب وقتل وإعدام جماعي وحشي، واغتصابها هي وغيرها بغريزة حيوانية سادية، وعمليات تجارة الرقيق وبيع وشراء الفتيات.
نادية البطلة كنت نبراساً وشعلة متوقدة تشع نوراً في دروب الباحثين عن الحقيقة.. الحقيقة الساطعة التي يؤمن بها كل من يحمل ضميراً حياً وينطق الحق، والتي مفادها أن عصابات داعش لا تمثل الإسلام، ولا تعاليمه السمحة؛ التي لا تُبيح القتل والسبي والتدمير والاغتصاب، بل صُنعت لتشويه صورة المسلمين وتقسيم المنطقة العربية وإضعافها.
جاءت نادية لمصر بلد الأزهر، منارة العالم الإسلامي الوسطي المعتدل، والتقت بالرئيس لتكون مصر جسراً يوصل قضيتها ومعاناة مجتمعها للجميع؛ بأن داعش مؤسسة مبنية على القتل والاغتصاب وهتك أعراض الناس.. وتبعث برسالة إلى العالم الإسلامي؛ بضرورة شكر الله عزّ وجل على (نعمة الدولة).. وضرورة مساعدة الدول التي تعاني من جحيم داعش.
نادية فضحت أدعياء الحرية بما يحدث من جرائم وحشية ومن أسواق نخاسة داعش.. فضحت المتشدقين بحقوق الإنسان في العالم، الذين يغضون الطرف عن صنيعتهم التي زرعوها في المنطقة؛ لتشويه صورة الإسلام والمسلمين ولتحقيق أغراضهم الدنيئة.. فضحت ضمير العالم باستباحة الدماء وقتل النساء والأطفال واغتصاب الفتيات على مرأى ومسمع من الجميع.
أعتقد أنه لابد من توحيد الجهود لوضع حد لهذه المآسي الإنسانية، وعلى الحكومة العراقية مسئولية كبرى؛ بأن تولي اهتماماً حقيقياً لهذه القضية، وأن تقدم كل أشكال الدعم لتحرير الرجال والنساء والأطفال والإسراع وتحرير أراضيهم؛ لأنهم جزء من الشعب العراقي.
آن للضمير العالمي أن يُسرع ليُنهي (فيلم) زمن الدواعش، وليضع في اعتباره أنه إذا كان (الممثل) أبو بكر البغدادي هو زعيمهم، وكانت (ثيابهم) عربية أو حتى أجنبية بربطات عنق أنيقة، و(الديكور) العراق وسوريا، و(الإنتاج) قطري، فإن (الإخراج) تركي - صهيوأمريكي!!


لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة

رابط دائم: