برلمان التحديات

. فإذا كان للمصريين أن يفخروا أنهم أكملوا خريطة الطريق السياسية لثورة 30 يونيو، بحكمة وصبر ورغبة صادقة، فى أن يعبروا حقول الألغام ومصائد الموت التى نصبتها قوى شريرة تسعى لخراب الداخل وفرض الوصاية من الخارج.. فإن تماسك هذا الشعب العبقرى وتوحده مع قيادته وإدراكه لحجم الاخطار المحدقة به كان سفينة النجاة التى جنبت أرض الكنانة الانزلاق إلى هوة سحيقة، وقودها الفتن والصراعات ورمادها التقسيم والتفتت والضياع لكيان الدولة ذاتها.هذه الأوضاع الضاغطة والاخطار المحدقة من سعى شرذمة بالداخل لمواجهة الدولة وكسر إرادتها بأعمال إرهابية خسيسة وجبانة بالاتفاق مع قوى ودول إقليمية ارتضت أن تكون الاداة لتنفيذ مخططات أجهزة ودول كبرى ليتسنى لها العبث بمقدرات مصر واخواتها.. إضافة إلى ظروف اقتصادية صعبة ليست وليدة اللحظة.. بل هى محصلة أوضاع يشهد فيها الاقتصاد العالمى حالة تباطؤ شديدة.. لهى من أهم التحديات أمام البرلمان الجديد.. الذى عليه أن يرسم ملامح المستقبل ويعبد الطريق أمام مصر لتعبر هذه الصعاب وتتغلب على العثرات..

ولاينفصل عما سبق أن يدرك مجلس النواب المنتخب أن عيون العالم ترقبه باهتمام شديد.. باعتباره الحصاد الأكبر لثورتين عظيمتين تخلص بهما الشعب المصرى من الفساد المتوحش والفاشية الدينية.

.. الرهان على برلمان 2015، ليكون قاطرة التقدم والسند الحقيقى لهذا الشعب الذى صبر كثيرا وتحمل من الاعباء ماتنوء به الجبال.. وآن له أن يقطف الثمار.

لمزيد من مقالات رأى الاهرام