في عالم الأوراق القديمة أسرار وحكايات وغرائب وطرائف وبعضها صعب التصديق ولكنه في النهاية حقيقي تسجله ورقة ويوثقة مرسوم, ومن هذه الأوراق الغريبة مجموعة من التذاكر عثرت عليها وسط ملفات كانت تباع عند أحد بائعي الروبابيكيا, وقد يظن البعض عند ذكر لفظ تذكرة أنها تذكرة مسرح أو سينما لمشاهدة فيلم أو مسرحية ولكن المدهش
أن هذه التذاكر كانت لزيارة مدفن الملك توت عنخ أمون بالأقصر, فما معني ذلك ؟ وهل كان دخول المقبرة الملكية بتذاكر ؟ وهل كانت مجانية أم مدفوعة ؟ ولمن ؟ ومن المسئول عنها ؟ أسئلة أخري كثيرة سوف تجيب عنها الوثائق التي أعرضها هذا الأسبوع وهي عبارة عن طلبات مقدمة الي الحكومة المصرية للحصول علي تذاكر أو تصريح لمشاهدة المدفن الذي أصبح حديث العالم كله.
ومابين إكتشاف المقبرة في4 نوفمبر2291 وإفتتاحها رسميا للزيارة حكايات كثيرة عن طلبات قدمها الكثير من مشاهير وأثرياء العالم والملوك والأمراء لزيارة المقبرة زيارة خاصة أغلبها كان موجه الي وزارة الأشغال العمومية والداخلية ولكثرة هذه الطلبات أصدرت وزارة الأشغال تذاكر مخصوصة للزيارات محدد عليها التاريخ والساعة ومدة الزيارة وأسماء المسموح لهم بالدخول, وبالتالي كان من يطلب التذكرة يرسل طلبه مشفوعا برغبته العميقة للزيارة ويكاد يلح فيها ومن هذه الوثائق خطاب من أحد أشهر الأثريين في العالم جيمس هنري برستيد يطلب التوسط لشخص من جامعة شيكاغو لزيارة المقبرة, والحقيقة أن هذه الطلبات كانت تحظي بالموافقة ولكن وفي نهاية عام4291 كانت الوزارة تعتذر متعللة بانه يمكن زيارة المقبرة عند افتتاحها رسميا عام5291.. وكانت هذه الطلبات غالبا مكتوبة علي أوراق تحمل شعار أفخر فنادق مصر مثل شبرد والكونتنتال وجراند حلوان وفندق الآقصر وميناهاوس ومراكب كوك وروزيتا وغيرها بإعتبار أن الراغبين في الزيارة كانوا غالبا من الأثرياء والباشوات والأجانب القادمين من كل أنحاء العالم.
ومن الحكايات الطريفة عن المقبرة حينما طرد مرقص باشا حنا وزير الاشغال أنذاك كارتر من مصر وأغلق المقبرة بعد أن قام بعمل تجاوزات كثيرة وخرجت جماهير الشعب تهتف يحيا وزير توت عنخ أمون.
فقد قام مرقص حنا بالوقوف ضد كارتر في عام1925 م الذي حاول الاستيلاء علي المقبرة بسبب صيغة العقد المبرم بين البعثة والحكومة, ومنعه من تمكين10 أجانب ذكور و30 سيدة بدخول المقبرة وعامله بلامبالاة وجعله ينتظر أمام مكتبه لمدة4 ساعات دون السماح له بالدخول فما كان من كارتر إلا أن قام بكتابة مقال في التايمز يؤكد أن غطاء توت عنخ أمون الذي قام برفعه بالحبال سيسقط وسيدمر المومياء, فكان من الطريف أن رجال الشرطة المصرية نجحوا في إنزال غطاء التابوت بسلام بعد إعطائهم الإذن من وزارة الأشغال.
في العام1925 ذاته, قام كارتر برفع دعوي قضائية ضد الحكومة المصرية, وهو العام الذي ثار المصريون فيه رفضا لإخراج مومياء توت عنخ آمون من المقبرة ولكن المحكمة لم تبت في القضية وهو ما ارغم كارتر في النهاية للخضوع لشروط الحكومة حتي أنجز نقل آخر قطعة من المقبرة في عام1936, وهو العام الذي توفي فيه.
أما عن الفرعون توت عنخ أمون الذي أثار إكتشاف مقبرته ضجة عالمية فقد كان مثيرا للجدل في حياته وبعد موته, ومن حكاياته أنه تسبب في أزمة طاحنة داخل مجلس الشعب عام0891 حينما كانت بعض القطع ضمن معرض في المانيا, وأثناء وضع القطع داخل المتحف سقطت الكوبرا التي كانت فوق رأس الالهة سخمت علي الارض, وعلي الفور قام المشرفين باستدعاء أعظم مرممي العالم وأعادوا القطعة الي حالتها الأصلية وبعد عودة المعرض قام مجلس الشعب بإصدار توصية بعدم عرض أثار الفرعون الذهبي بالخارج.
وبعدها بعدة سنوات تم اقناع اعضاء مجلس الشعب بأن القطع الاثرية لتوت عنخ أمون التي سوف تسافر للمشاركة في المعارض مستقبلا لن تكون فريدة ولن يسمح بخروج القناع الذهبي أو كرسي العرش وعلي هذا الأساس سمح بخروج بعض القطع في معارض خارجية الي المانيا وإنجلترا وأمريكا.
والحكايات عن توت كثيرة ولكن الشئ المؤكد هي اللعنة التي لاحقت الكثيرين ويقول الدكتور فيليب فاندبرج في كتابه التفسير العلمي لظاهرة لعنة الفراعنة الغامضة أنه أجري حديثا مع الدكتور جمال محرز المدير العام لمصلحة الاثار القديمة في المتحف المصري وسأله بخصوص لعنة الفراعنة فأجاب محرز: أنا أعترف أن هناك وفيات نتيجة لأسباب غامضة ولكني لا اؤمن بهذا, وكل هذه اللعنات من قبيل المصادفات.. وبعد اربعة اسابيع من هذا الحديث وجد الدكتور محرز ميتا في نفس اليوم الذي نزع فيه قناع توت عنخ آمون الذهبي للمرة الثانية.
ولعنة الفراعنة بدأت مع اكتشاف المقبرة حيث وجد كارتر نصا يقولإن الموت سوف يقضي بجناحيه علي كل من يحاول ان يزعج هذا الفرعون او يعبث بقبره. وفي أوائل ابريل توفي اللورد كارنارفون ممول الكشف بسبب لدغة بعوضة أو ناموسة.
وكان كارتر قد طلب من عالم الاثار الامريكي آرثر ميس أن يساعده في فتح القبر وبعدها شكا الامريكي من إعياء متزايد وتوفي في فندق الكونتيننتال في القاهرة.
وقد رافق الامريكي جورج جولد ابن احد الممولين كارتر الي الضريح وفي اليوم التالي اصيب جولد بحمي عالية مات علي اثرها في المساء.
أما ارتشيبولد دوجلاس ريد الاختصاصي بالاشعة السينية الذي كان اول من قطع الخيوط حول مومياء الفرعون لاجراء فحص بالاشعة فقد بدأ يعاني من نوبات الوهن والضعف وبعد وقت قصير توفي عام1924.
ولم يأت عام1929 حتي توفي22 شخصا من الذين كانت لهم علاقة مباشرة او غير مباشرة بتوت ومقبرته وكان13 منهم قد اشتركوا في فتح القبر كما توفيت زوجة اللورد كارنارفون سنة1929 وقيل ان السبب لدغة حشرة.
اما ريتشارد بيثيل امين سر كارتر فقد مات في تلك السنة ايضا وعندما علم والده الذي كان قد زار مصر مع هؤلاء العلماء بموت ابنه القي بنفسه من الطابق السابع لمبني في لندن. وبعد ذلك واثناء مرور الجنازة في طريقها الي المقبرة دهست عربة الموتي ولدا صغيرا وبعد خمس سنوات انتحرت ارملته وهكذا تحققت اللعنة.. فاللعنة علي من يهدد أمن وسلام مصر وملوكها.. زمان والآن.
رابط دائم: