أننا نستحق ثورتين، وإن كنا نستحق.. فأين ذهب سلوكنا تجاه وطننا؟ تاهت منا خطواتنا ..وزاغت عيوننا ..إلا عن مصالحنا الذاتية..
فهي فقط ما نسعي إليه، مع أننا لو فكرنا مليا لوجدنا أن مصلحتنا هذه لن تتحقق، دون أن نضع وطننا أمامنا، قد تسألني يا صديقي وما المناسبة؟ فأخبرك: معاملتي اليومية لك وكذلك معاملتك لي ولي، ينقصها الكثير، من الثقة، ومن الصدق، فلو كنا صادقين لما أسرفنا في مأكلنا ومشربنا وحولنا ـ أناس من نفس وطننا ـ يعيشون تحت خط الفقر ..لماذا لم نساعدهم؟ لو كنا صادقين حقا في حبنا لوطننا ما تشاجرت ـ أنا وأنت ـ على ركن سيارة وسط الطريق ، ما كنا ياصديقي سمعنا قاموس الشتائم المنهمر بين شبابنا وقتها تُصاب ـ أذني وأذنك ـ بحالة طناش مُعتبرة ومن الدرجة الأولي، لو كنا عاشقون لوطننا ، ما كنا أغمضنا أعيننا عن فساد نراه بين ظهرانينا ونصمت، أليس إلقاء القمامة في شوارعنا فساد؟ والضوضاء وصواريخ الأفراح وميكروفونات العزاء أليست بفساد؟ عجيب أمرنا ـ نحن المصريين ـ لا نعمل إلا قليلا جدا، ونريد كثيرا جدا ، نريد علما وتعليما بمدارسنا، ونهين معلمينا ووزارتهم، نسخر من أسوار مدرسة متهدمة أو مقاعد متهالكة أو كثافة عالية، ونسأل الوزارة التي لم تعد قادرة على التجديد ، فنكيل الاتهامات ونتفنن في إبراز السلبيات مع أن الدولة والوزارة تعي السلبيات وتدرك الاتهامات ولكنها فقيرة! ولأنه ممنوع أن تأخذ من ولي الأمر جنيها وحدا فالتعليم مجاني فقط في المدرسة وبعد انتهاء اليوم الدراسي يبدأ أوكازيون التعليم وتبدأ جنيهات اولياء الأمور في الظهور.. ما الفرق؟ نريد طبا وعلاجا حقيقيا ونسأل عن المستوى المتدني للخريجين ولا نكلف أنفسنا عن سبب ما وصلوا إليه من تدنِ، ولماذا نسأل والتعليم مستمر بالمراكز الخاصة والمجاميع المدهشة التي تفوق المائة بالمائة، عن أي علم نتحدث .. المفترض أننا في مصاف الدول المتقدمة بهذه المجاميع المذهلة ,, في الأحلام فقط لاننا كذبنا حتي علي أنفسنا وصدقنا الكذب وتعاملنا معه على أنه حقيقة فحدثت الكارثة .. قد تسألني أي كارثة أقصد فأخبرك : كارثة سلوكياتنا التي فاقت كل الحدود، نتغني بوطننا بالموسيقي ثم نحاربه بأفعالنا الغريبة جدا .. نُشوه الجمال بافتعال الأزمات .. الحق فساد في وزارة كذا : ولماذا تدفع انت أو أنا لموظف ؟ لخوفنا ألا تنتهي مصالحنا! المفترض أن يخاف هو يا صديقي ولكننا عودناه جعلناه شبحا نخشاه .. وبعد ذلك نشكو؟.. تخيل معي أننا لن نقدم له المعلوم ... ثم نحاول أن نرفع الأمر لمن يرأسه هل ستكون النتيجة واحدة؟ دعنا نحاول أن نعبر.. كي نمر.. وكفانا من المُر.
[email protected]لمزيد من مقالات أيمن عثمان رابط دائم: