حالة من الغليان والجدل الواسع أحدثتها زيارة البابا تواضروس عندما قرر فجأة وبلا مقدمات زيارة مدينة القدس للصلاة على الأنبا إبراهام مطران القدس والشرق الأدنى.. الأمر الذى خالف قرار ومبدأ قداسة البابا شنودة الثالث التاريخى الذى رفض الدخول الى القدس ومعه جميع أقباط مصر.. وذلك منذ عام 1980 عندما أعلنت أسرائيل أن القدس عاصمة أبدية وموحدة لها ..وكان موقف البابا شنودة واضحا ..التف من حوله جميع أقباط مصر والمصريين.. ومرت أحداث تاريخية طلبت حضور قداسة البابا شنودة للقدس.. ألا أنه تمسك بقراره رافضا نهائيا أى زيارة رسمية كانت أم شخصية.. وقال مؤكدا أن شرط دخولى أنا وجميع أقباط مصر.. أن نكون يدا فى يد المسلمين مهما طال الزمن أو قصر.. ويأتى اليوم ليطرق البابا تواضروس الأبواب مترجلا بدخول القدس.. بلا أى مقدمات ويكسر إتجاه الكنيسة المصرية.. ومبدأ وفكر قداسة البابا شنوده. . وانقسم الأقباط ومعهم المصريون حول هذا الفكر الجديد للكنيسة.. فالأغلبية منهم ترفض سفر البابا تواضروس مؤكدة أن هذه السفرة لا معنى لها ولن تضيف إلى ثقل الكنيسة من قريب أو بعيد.. ويعد نوعا من أنواع التطبيع غير المفهوم وانقلابا على فكر الكنيسة الممثل فى البابا شنودة الذى ألتف الأقباط من حوله فى الداخل والخارج.. مما وصفها مثقفو الأقباط أنها نكسة كبيرة وسقطة غير مدروسة من رعاة الكنيسة الذى يأتى على رأسها رجل حكيم وقامة كبيرة بحجم البابا تواضروس ..ويأتى الرأى الثانى قائلا إن نظرة البابا تواضروس كانت أشمل من هذا الفكر وأنها مجرد حضور قداس ألا أن موقف الكنيسة لن يتغير أو يتبدل رافضا أن تكون الزيارة وكسة كما وصفها البعض.. ويبقى بل ويظل المبدأ التاريخى للكنيسة المصرية ثابتا لن تغيره زيارة أو ينقلب عليه أحد.. ولن يستطيع المشككون أن ينالوا من وطنية البابا تواضروس.. أو قدسية ومبدأ المصريين الأقباط .. ويظل الأمل يراود كل قبطى أن يحقق آمال وتطلعات الكنيسة أن يدخلوا القدس وهم موحدون يدا فى يد المسلمين.. لا فرقة ولا نكسة أو وكسة .. وليتوقف المزايدون .. فلن يغيروا من دور الأقباط التاريخى مهما بلغت الزيارات والرحلات الى القدس العربية !!
لمزيد من مقالات سامى خيرالله رابط دائم: