رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

من الإمارات لمصر: نشكركم لحسن تعاونكم معنا!!

لا تزال البيروقراطية تعشش في أجهزة ومؤسسات الدولة، تكبل المجتمع، تضيع أفكاراً بملايين الجنيهات، تقتل الطموح داخل أبنائه، وتدفعهم للهروب خارج الوطن؛ ليجدوا كل التسهيلات مقدمة على طبق من ذهب.

فبعد يومين من منح دولة الإمارات جنسيتها للشاب المصري المخترع مصطفى الصاوي -كما أشرت في مقالي السابق- فوجئت برعاية إماراتية لمبتكر مصري ثانٍ، تعمل على تنفيذ فكرته؛ لتستفيد منها وتجني أموالاً طائلة!
الحكاية أن طالب الحقوق "أحمد الطماوي"، نشر فكرته على مواقع التواصل "فيس بوك"، والتي شبهها بفكرة "إعادة التصنيع"، وتتمثل في وضع إعلان مطبوع على تذكرة المترو؛ لتحويل القيمة المهدرة إلى قيمة مضافة، وكسب ملايين الجنيهات.
تزامن مع ذلك تصريح المسئولين عن مرفق المترو بزيادة سعر التذكرة، وأن تكلفتها الفعلية 5 جنيهات، وأن هذا المرفق يتعرض لخسائر نتيجة الفرق في قيمة التذكرة الذي يبلغ 20.5 مليون جنيه كل شهر، وأن زيادة التذكرة واردة؛ لوقف الخسائر!
حقيقة أشعر بالأسى والاندهاش في آن واحد.. فكيف تستغني عن أفكار وحلول بيدك توفر ملايين الجنيهات، وتضيعها بسهولة؟ وتحمّل المواطنين مزيداً من الأعباء!! ففي ظل المؤامرات والهجمات الشرسة الممنهجة على مصر، والتي نحتاج فيها لكل نقطة عرق ولكل أصحاب الأفكار الخلاقة للنهوض بالبلد، نصطدم بتجاهل المسئولين للعقول الشابة الواعدة، ويرفضون هدايا أبنائها، وكأننا نتآمر على أنفسنا!!
وها هي الإمارات وكأنها تشكر مصر، تتلقى الهدايا، وهذا من أحد الأسباب التي تفسر الحال التي وصلت إليها الإمارات من تطور وتقدم علمي وتكنولوجي؛ فهي عرفت كيف تستثمر جيداً في العقول العربية.
وإذا كنا نتهم أحداً؛ فإن أصابع الاتهام توجّه إلى المسئولين عن هروب المبتكرين، وللنظام الإداري الذي دخل في مرحلة سبات عميق؛ يقدس الروتين العقيم والبيروقراطية المترهلة التي تعيق الابتكار، وتؤدي إلى إحباط الشباب وتهميشهم، في وقت تحتاج مصر فيه إلى استقطاب العقول الشابة الواعدة.
إن مصر بها العشرات بل المئات مثل أحمد الطماوي ومصطفى الصاوي.. لن يجدي نفعاً معهم القول والوعود البراقة، وإنما بالفعل الجاد. ولن ننجح ونتقدم إلى المستقبل المنشود إلا بعملية إصلاح شامل في كل الأجهزة والمؤسسات، والاهتمام بمصير البحث العلمي؛ لكي نحتضن الشباب وندحر الروتين الذي يقتلع الكفاءات ويهجّرها.

لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة

رابط دائم: