لا أدري لماذا جاءتني إذن؟ لستُ مجنونا كما إنها عاقلة جدا ، بل إنني أراها ماهرة جدا.. وإلا فلتخبرني أنت لماذا ترحل ريم؟ كم أنت قاس أيها الرحيل ..أهو الوهم ياصديقي؟ أم ضياع أحلامنا من بين أيدينا التي ذوبتها سني عمرنا الطويلة؟
زهرةٌ أنت .. مازالت عيناك تداعبني.. ومازال إشراقُ وجهك ينازعني في امتلاك قلبي.. أبعد كل هذا العمر تهزمني ريم؟ كأنه وميضٌ من السماء جاء ليقتلني.. يقتلني حبا بعدما قتلتُ الحب بحثا ... أعدُك بأن أكره الشاطئ والموج.. وبأن أمحو من ذاكرتي كل أماني الشوق ..ومن علي رمال الشط أهدمُ آمال العشق.. ولكن لقلبي لا تحتلين.. ولعقلي لا تبتزين.. فأنا الشيخ الهرم العجوز.. كفاني من العشق عمرا طال.. وقلبا أذابته الآهات وأتاهته الأحلام. أواه منك يا قلب.. كم حنينا أصبحت تمتلك؟ مالك تنهم من الحنين ولا تشبع .. لماذا توجعني.. وبما أفسر لعقلي آلامي؟ خيالا كانت ريم أم حقيقة.. أم تراها وهما اصطنعته لنفسي أم طريق رسمه لي قدري.. كي تستبيح الأيام قتلي.. أشكوها أيامي لقدري ولربي ..بديع السموات والأرض ، خالق الجمال والحق.. كم أبتنيت لقلبي أشعارا من الوجد.. واعتصرني الهوي وأحاطني بالرياحين والورد... ثم أعود من السماء.. أشتم من الأرض رائحة الكره ..وأري بين أخوتي الضغينة والحقد.. وبين ظهرانيهم يتعمق الخداع ويموج الكذب... فأصلي.. كي أتوب.. وأعود لسمائي محلقا ويسبقني إليها القلب ..ويشدني شدا العقل : عُـد ! فلا أجبه..لأنني سأبعث من السماء الحب والرحمة والعدل... وسيموت يوما الشر بعدما يتحطم من النفوس الخبث.. اصعدي ياروحي إلي الرب.. حيث السلام والأمان؟!!!
[email protected]لمزيد من مقالات أيمن عثمان رابط دائم: