لم أندهش عندما رأيت صورة المخترع المصري الشاب مصطفى الصاوي لابساً الغترة والجلباب، رافعاً علم الإمارات، عبارة واحدة فقط هي ما جالت بخاطري: "الثروة لمن يستغلها جيداً لا من يمتلكها".
مصطفى الصاوي شاب مصري في العشرين من عمره، حصل على المركز الأول من منظمة الأمم المتحدة كأفضل مخترع على مستوى العالم لعام 2014، وجائزة المخترع الأول على مستوى الشرق الأوسط من رئيس دولة الكويت، والمركز الأول بلندن كأفضل مخترع فى المهرجان الدولي للموهوبين، بالإضافة إلى براءات اختراعات دولية.
وسط تلك الجوائز والتكريمات خارج بلده، لن يرفض من يتبناه ويرعاه ويقدم له كل الدعم، ويستفيد من أفكاره واختراعاته في الوقت نفسه.. كرمته الإمارات ومنحته جنسيتها فظهر لابساً زيهم حاملاً علمهم.. فأمطره البعض بتهم لا حصر لها، وآخرها الخيانة العظمى!
الغريب والمحزن في الوقت نفسه ليس في التخلي عن ابن من أبناء بلدك، بل عدم الاكتراث لحل مشكلة كبيرة ظللنا نعاني منها وهي توفير الطاقة.. مصطفى تم تكريمه لأنه وجد حلاً يوفر به الطاقة والماء العذب من ماء البحر.. عن طريق إقامة أحد السدود الذكية فى البحر، وتنزيل الماء لتدوير التوربينات التي تولد الطاقة، من ناحية أخرى يتم استغلال المياه المعاد تدويرها من تلك التوربينات من خلال غرفة خاصة مجهزة؛ لتقوم بتحلية تلك المياه.
مصطفى ثروة لم تستغل جيداً، هو النبتة الطيبة التي منحتها الإمارات الرعاية لتنمو جيداً، ثم كانت الثمرة؛ وهي الميدالية الذهبية في المعرض الدولي الثامن للاختراعات على مستوى العالم. وها هو يفيد الإمارات باختراعه هذا، بالإضافة لمشروعه "الطرق الآمنة" الذي سيربط به الطرق في الإمارات بشبكة كاملة، تحد من الحوادث، بالإضافة لعائدها الاقتصادي الكبير.
قبل أن نلوم المخترع الشاب أو نتهمه بالخيانة بسبب قبوله الجنسية الإماراتية، لابد أن نلوم أولاً المسئولين الذين رفضوا الاستماع له ومساندته وتوفير الأجواء المناسبة له.. نلوم المحسوبية والفساد.. نلوم الإعلام الذي يسلط الضوء على سفاسف الأمور ولا يهتم بالعلماء والمخترعين أو حتى بالقضايا الجادة.
والسؤال هنا: متى نحتضن الكفاءات ويتوقف نزيف تهجير العقول المصرية؟!
لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة رابط دائم: