اعتقال رجل الأعمال صلاح دياب وأبنه في الفجر وخروج دياب من فيلته مكبلا بالحديد هو خبر صحفي من الطراز الأول فهو يحتوي عل كل مواصفات الخبر الجماهيري من شهرة صاحب الخبر فهو رجل أعمال كبير جدا ويمتلك أكبر صحيفة خاصة في مصر "المصري اليوم" وله سطوة ونفوذ لم يتم كسرها سواء أيام مبارك أو الإخوان.
والخبر يحتوي علي تفاصيل شيقة جدا مثل حصار القوات الخاصة فجرا لفيلته وحديثه للقوة مهددا "أنا صلاح دياب" ثم تفتيش بيته والعثور علي أسلحة غير مرخصة ، كل هذه التفاصيل تغري أي صحيفة حتى لو كانت المصري اليوم نفسها في نشر الخبر علي صدر صفحتها الأولي علي مساحة كبيرة بعناوين ضخمة وصور كثيرة رغبة في السبق الصحفي وزيادة حجم المبيعات .
هذا ما فعلته كل الصحف ما عدا الأهرام فعند عرض الخبر في اجتماع مجلس التحرير اليومي توقعت أن يهتم الأستاذ محمد عبد الهادي رئيس التحرير بالخبر وأن يطلب أن يتصدر الصفحة الأولي ولكنه وفي مفاجأة لم أتوقعها طلب أن يكون الخبر علي عمود واحد فقط وهي أصغر مساحة للخبر ودون أي صور .
وبعد أن قمت بتصميم الصفحة الأولي باعتباري سكرتير تحرير الطبعة الأولي في ذلك اليوم قمت بزيادة مساحة الخبر ليكون علي عمودين خصوصا أنه في أسفل الصفحة ، ولكني فوجئت باتصاله تليفونيا ونحن نقوم بتنفيذ الصفحة الأولي بمدير التحرير الأستاذ فتحي محمود ليؤكد أن الخبر كما اتفقنا عليه ينشر بكل تفاصيله ولكن لا يزيد عن مساحة عمود واحد فقط ودون صور وفي ذيل الصفحة .
في الأهرام لا فرق بين رجل أعمال وآخر في نشر الخبر ولكن صلاح دياب له وضع خاص فهو صاحب صحيفة المصري اليوم وهي في النهاية زميلة للأهرام ومن صعب أن تتشفي الأهرام في زميل ، ننشر الخبر بكل تفاصيله ولكن دون تضخيم أو صراخ أو تطبيل لزيادة وهمية للمبيعات ، ورغم أن أي خطأ وطبعا يكون غير مقصود يصدر عن الأهرام يتحول ليصبح مانشيتات الصحف والقنوات الخاصة ولا ننسي تشهير الصحف الخاصة وخاصة "المصري اليوم" بجريدة الأهرام في موضوع الصورة التعبيرية الخاصة بمبارك عندما كان رئيسا وزعماء قمة شرم الشيخ .
صحيفة الأهرام هى "الكبير أوي " في عالم الصحافة فالأهرام دائما كبير بصحفييه وإعلاناته ومطابعه وإصداراته وأغلب رؤساء تحرير الصحف الخاصة هم خريجو مدرسة الأهرام الصحفية ولكنه بعد خروجهم منها تمرد البعض عليها وأصبح يبحث عن أي خطأ للصحيفة الأم أو البحث عن فضيحة ليكون توليفة صحفية من الأخبار والصور المثيرة .
درس صحفي مهم جدا لكل الصحف والفضائيات الخاصة أحترم قارئك وأيضا زميلك فقد يكون التشهير به سبقا صحفيا ولكن هناك ميثاق شرف وعرف صحفي يجعلني أنشر الخبر بكل تفاصيله دون التشهير أو التجريح أو فرد مساحات وهمية كبيرة في الصحف أو ساعات طويلة في الفضائيات أو نشر شائعات وقصص نميمة لم تصدر عن جهة تحقيق رسمية .
درس من الكبار لتلاميذ الصحافة في مصر عندما تكون كبيرا فأنت لست في حاجة لفضيحة لزيادة مبيعاتك ولكنك في حاجة لاحترام قارئك وعدم تضليله عندها قد تكون في صفوف لـ "الكبار فقط ".
لمزيد من مقالات عادل صبري رابط دائم: