رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«حجي» والسم في العسل!!

جميل أن نتحدث عن العلم وأهميته في التقدم الإنساني ومحاربة الجهل.. ودور العلماء وتشبيههم بالأنبياء؛ كونهم يحملون رسالة حقيقية.. والأجمل أن نربط كل هذا بالإرهاب، الذي يولد من رحم الجهل، وضرورة محاربته.. كلام مهم جداً لا ينكره إلا جاحد.. ولكن الأسوأ اكتشافنا أن الكلام في ظاهره العسل وفي باطنه السم الزعاف.

فعندما يصرّح الدكتور عصام حجي، العالم المصري بوكالة ناسا الفضائية، عن ضرورة الاهتمام بالتعليم في مصر، وأنه يحتاج لتفرغ القائمين عليه، فعنده كل الحق.. لكن عندما يرى أن صورة العلماء المصريين أصبحت سيئة جداً بالخارج.. فهنا وقفة.. وأنه يجب استثمار مشاريع كقناة السويس وصفقات الأسلحة في التعليم، فهنا وقفة أخرى.

لاشك أن التعليم هو عماد تقدم الأمم، وتُعرف الأمة المتقدمة من مستوى تعليمها الراقي.. ولكن يجب أن يعرف د. حجي:

- أنه عندما يكون الوضع الاقتصادي سيئاً، تكون الأولوية لخلق مشروعات تدرّ دخلاً على البلد، ما يمكّنها من الارتقاء بالتعليم، وبجميع الخدمات الحيوية من سكن وصحة و... إلخ، فمردود الإنفاق على التعليم يستغرق فترة طويلة كي يتحقق، فيبحث الشعب أولاً عن استعادة الأمن، واستعادة الثقة، في وقت أصيبوا فيه بالإحباط، منتظرين إنجازاً يتعافى معه الاقتصاد، الذي كاد ينهار بسبب السنوات العجاف التي عاشتها مصر، بعد ثورة يناير التي استغلها المتآمرون والخونة «الطابور الخامس» لإسقاط مصر.

- يا دكتور حجي.. يجب ألا تقف مصر مكتوفة اليدين وهي تواجه الإرهاب من كل الجهات، ولابد أن تتسلح بأحدث الأسلحة للذود عن الوطن من الأخطار التي تهدده وتريد انقسامه وتفتيته بكل السبل.

- هناك علماء شرفوا مصر في الخارج؛ كالدكتور زويل الحاصل على نوبل في الكيمياء، والدكتور مصطفى السيد عالم الفيزياء، وعالم الفضاء الدكتور فاروق الباز، والطبيب المصري مجدي يعقوب الحاصل على أعلى رتبة فى بريطانيا «لقب سير»، وغيرهم.. لم ينبسوا يوماً بكلام يجرح الوطن والشعب.

كنا ننتظر من الدكتور حجي دعم الوطن، بدلاً من أن ينتقد مشروعاً قومياً يدر دخلاً للبلد؛ الذي يخرب اقتصاده الإخوان وأعوانهم ومن على شاكلتهم، والذي قام البعض منهم بإنهاك الاقتصاد القومي والاتجار بالنقد الأجنبي خارج السوق المصرفية. كنا ننتظر منه أن ينصح الشباب بعدم تخريب وتدمير البلد وحرق منشآته وقتل أبناء الوطن.. كنا ننتظر منه بصفته «عالماً» أن يقدح زناد فكره ويقدم لنا روشتة للارتقاء بمستوى التعليم!

أقول لدكتور حجي: أين مشروع وكالة الفضاء المصرية، الذي أعلنت عنه أيام رفيق الدرب «البرادعي»؟ أم أنها مجرد أحلام «لازوردية».. لا تسمح حتى بأحلام العصافير، بقدر ما تحتاج منا لذاكرة السمك حتى ننساها مؤقتاً!!


لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة

رابط دائم: