بوضوح شديد أقول: إن الهدف الأساسي الذي ابتغته القوي الدولية المحركة والداعمة لما يسمي «ربيع العولمة» كان ولا يزال وسيظل هو تفكيك الدولة الوطنية لأن بقاء الدولة يصطدم بركائز الاستراتيجيات الحاكمة لعمل المؤسسات متعددة الجنسيات في مجالات الاقتصاد والغذاء والثقافة بهدف فرض مرجعية مشتركة موحدة تتناغم مع مصالح وأهداف القوي الكبري التي تملك مفاتيح إنتاج المعرفة ومن ثم تستطيع أن توظف هذه المعرفة لصالح برامجها الاقتصادية وخططها الاستراتيجية.
والقضية هنا لم تكن تتعلق بقبول أو رفض التعاطي مع سياسات الانفتاح فقد كنا في مصر الأسبق في السير علي هذا الطريق منذ منتصف سبعينات القرن الماضي ورغم ذلك لم تتوقف ماكينة الضغوط عن دورانها ضد مصر منذ أكثر من 01 سنوات لمجرد أن مصر أبدت تحفظات علي الاستخدامات السيئة للثورة المعلوماتية في التواصل والتنسيق مع بعض القوي الحية والفاعلة في المجتمع المصري من وراء ظهر الدولة باسم الرغبة في دعم وإحياء دور مؤسسات المجتمع المدني المنوط بها نشر ثقافة العولمة ودون مراعاة للخصوصية الثقافية الذاتية لكل دولة والتي تخاصم كل أشكال الاستعمار والتبعية خاصة الاستعمار الثقافي!
وأظن أن كثرة ترديد الرئيس السيسي لكلمة الدولة وحديثه المستمر عن أن هدف المصريين هو حماية دولتهم وأنه ليس في أجندتهم نظام بذاته أو حاكم بعينه أمر ليس بعيدا عما كنت أتحدث عنه منذ السطر الأول في هذا المكتوب المختصر!
خير الكلام:
<< زمان الفرد يا فرعون وليّ.. ودالت دولة المتجبرينا !