رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
السيسى ‬والدولة‭.. ‬وربيع «‬العولمة»!

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬معطيات‭ ‬ونتائج‭ ‬مناخ‭ ‬الغضب‭ ‬والفوران‭ ‬الذي‭ ‬عايشته‭ ‬شعوبنا‭ ‬العربية‭ ‬علي‭ ‬مدي‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬الأخيرة‭ ‬تحت‭ ‬رايات‭ ‬ما‭ ‬يسمي‭ «‬الربيع‭ ‬العربي‭» ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬الشكوك‭ ‬والهواجس‭ ‬بشأن‭ ‬النيات ‬الحقيقية‭ ‬لدعاة‭ «‬العولمة‭» ‬الذين‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬الدق‭ ‬علي‭ ‬أوتار‭ ‬الفساد‭ ‬والاستبداد‭ ‬وحاجة‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬إلي‭ ‬امتلاك‭ ‬حق‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬لكي‭ ‬ينفذوا‭ ‬إلي‭ ‬أهدافهم‭ ‬ومقاصدهم‭ ‬في‭ ‬محو‭ ‬وإنهاء‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتقليص‭ ‬مركزية‭ ‬دورها‭ ‬الأمني‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬ولكن‭ ‬الله‭ ‬خيب‭ ‬ظنهم‭ ‬عندما‭ ‬نجح‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬كشف‭ «‬الملعوب‭» ‬والخروج‭ ‬عليه‭ ‬في‭ 03 ‬يونيو‭ ‬ووضع‭ ‬نهاية‭ ‬لمخطط‭ ‬خبيث‭ ‬اسمه‭ ‬الحقيقي‭ «‬ربيع‭ ‬العولمة‭» ‬باستخدام‭ ‬آليات‭ ‬الفوضي‭ ‬الهدامة‭!‬

بوضوح‭ ‬شديد‭ ‬أقول‭: ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬ابتغته‭ ‬القوي‭ ‬الدولية‭ ‬المحركة‭ ‬والداعمة‭ ‬لما‭ ‬يسمي‭ «‬ربيع‭ ‬العولمة‭» ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬وسيظل‭ ‬هو‭ ‬تفكيك‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬لأن‭ ‬بقاء‭ ‬الدولة‭ ‬يصطدم‭ ‬بركائز‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الحاكمة‭ ‬لعمل‭ ‬المؤسسات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والغذاء‭ ‬والثقافة‭ ‬بهدف‭ ‬فرض‭ ‬مرجعية‭ ‬مشتركة‭ ‬موحدة‭ ‬تتناغم‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬وأهداف‭ ‬القوي‭ ‬الكبري‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬مفاتيح‭ ‬إنتاج‭ ‬المعرفة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬توظف‭ ‬هذه‭ ‬المعرفة‭ ‬لصالح‭ ‬برامجها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وخططها‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

والقضية‭ ‬هنا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتعلق‭ ‬بقبول‭ ‬أو‭ ‬رفض‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬سياسات‭ ‬الانفتاح‭ ‬فقد‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬الأسبق‭ ‬في‭ ‬السير‭ ‬علي‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬ماكينة‭ ‬الضغوط‭ ‬عن‭ ‬دورانها‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ 01 ‬سنوات‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬أبدت‭ ‬تحفظات‭ ‬علي‭ ‬الاستخدامات‭ ‬السيئة‭ ‬للثورة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬القوي‭ ‬الحية‭ ‬والفاعلة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ظهر‭ ‬الدولة‭ ‬باسم‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وإحياء‭ ‬دور‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المنوط‭ ‬بها‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬العولمة‭ ‬ودون‭ ‬مراعاة‭ ‬للخصوصية‭ ‬الثقافية‭ ‬الذاتية‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬والتي‭ ‬تخاصم‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الاستعمار‭ ‬والتبعية‭ ‬خاصة‭ ‬الاستعمار‭ ‬الثقافي‭!‬

وأظن‭ ‬أن‭ ‬كثرة‭ ‬ترديد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬لكلمة‭ ‬الدولة‭ ‬وحديثه‭ ‬المستمر‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬المصريين‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬دولتهم‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬أجندتهم‭ ‬نظام‭ ‬بذاته‭ ‬أو‭ ‬حاكم‭ ‬بعينه‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬بعيدا‭ ‬عما‭ ‬كنت‭ ‬أتحدث‭ ‬عنه‭ ‬منذ‭ ‬السطر‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكتوب‭ ‬المختصر‭!‬

خير‭ ‬الكلام‭:‬

<< ‬زمان‭ ‬الفرد‭ ‬يا‭ ‬فرعون‭ ‬وليّ‭.. ‬ودالت‭ ‬دولة‭ ‬المتجبرينا‭ !‬

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: