تضامن مع مرسى وإخوانه، واستضاف اجتماعات مشبوهة، ومع ذلك، لم يتورع عن إصدار أمر اعتقال ضد خصمه الحالى وحليفه السابق فتح الله جولن المقيم فى أمريكا، بدعوى أنه يتآمر للإطاحة به!
تدخل فى شئون مصر عاما كاملا بوقاحة يحسد عليها، وصفق لمن قتلوا أبناءنا، وزعم أن من حقه التدخل فى شئون أى دولة إقليمية، وعندما اعترضت أوروبا على قمعه الإعلام والحريات، ثارت ثائرته، ورفض تدخل أى مخلوق فى شئونه، حتى ولو كان هذا المخلوق هو الاتحاد الأوروبى الذى “حفي” من أجل الارتماء فى حضنه!
إذن، فأردوغان، المعزول حاليا عن جيرانه، والمرفوض من أوروبا، والمتهم بدعم داعش ومساعدتها على بيع بترولها المهرب من العراق، وفقا لما ذكره تقرير للأمم المتحدة فى نوفمبر الماضي، أمر الناس بالبر ونسى نفسه، وتناقضت مواقفه، وهو فى أفضل الأحوال الآن “فاشل” داخليا، و”منبوذ” إقليميا، وقد انكشفت علاقته بالإسلام والديمقراطية، ويكفى أن رقبته الآن “قد السمسمة” بعد التحول النسبى فى موقف قطر.
وإزاء هذا الوضع المهين، لم يجد “السلطان” أردوغان سوى دفع بعض “البؤساء” فى حكومته للحديث خلال الأيام الماضية عن “شروط” لتحسين العلاقات مع مصر، وهى : تخلى مصر عن القمع، وعودتها إلى الديمقراطية!
ونظرا لأن أحدا فى مصر لم يسع أصلا إلى مصالحة مع نظام أردوغان، فإن حديث الرجل ومساعديه عن هذه الشروط يعنى بوضوح أنهم يعيشون فى كوكب آخر، بل أصبحوا يذكروننا بحالة صدام قبل غزو العراق، وبخاصة عندما ألقى خطابا هلاميا وصف وقتها بوش بأنه “خطاب من زمن فات”، وبعد أيام سقط نظام صدام!
فهل يفيق أردوغان من غفوته؟ أم يظل يتباطأ حتى يفيقه شعبه أو الزمن؟!