رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
ضربة معلم جديدة للسيسى!

يمثل التوجه المصرى الجديد لاسصلاح واستزراع أربعة ملايين فدان تحولا عميقا فى الإدراك السياسى والاستراتيجى لمخاطر الاعتماد على الغير فى قضية الأمن الغذائى بوجه عام وضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتى من الحبوب بوجه خاص بعد أن سقط الوهم وانهار الرهان الذى كان معلقا على نجاح اتفاقيات الزراعة التابعة لاتفاقية الجات فى تنظيم وترشيد الأسواق الزراعية العالمية،

 حيث لم تظهر أى رغبة حقيقية فى احترام الالتزامات المحددة فى اتفاقية الجات، وإنما تواصل السعى فقط باتجاه تضييق هامش المناورة للدولة الوطنية فى تطبيق هذه الاتفاقية وحصر دور الدول الموقعة عليها لكى تكون مجرد منفذ للقرارات متعددة الأطراف.

ولا شك أن هدف التوجه المصرى الجديد ينطلق من الفهم لمعنى الأمن الغذائى وارتباطه بالقدرة على ضمان دخل كاف للمزارعين والحفاظ على ثبات الأسعار بالنسبة للمنتجين والمستهلكين وصولا إلى توفير خدمات الحياة الأساسية فى القطاع الزراعى والريفى الذى يحتاج دائما إلى قدر ضرورى من تدخل الدولة لتصويب انحرافات السوق خصوصا فى مجال إنتاج الحبوب بعيدا عن مضاربات الأسواق العالمية التى تسيطر عليها بعض الدول وبعض المؤسسات متعددة الجنسيات.

وفى اعتقادى أن الأربعة ملايين فدان الجديدة ينبغى أن تخصص لزراعة الحبوب التى تمثل الأساس الرئيسى لتغذية الإنسان مثل القمح والأذرة والأرز والشعير والبطاطس، فضلا عن زراعات الحبوب الزيتية لأن الحبوب كانت وستظل إحدى آليات الضغط عند نشوب الأزمات السياسية.

أقول بصراحة إن مصر لم تعد تملك ترف استصلاح واستزراع ملايين الأفدنة الجديدة لإنتاج الفواكه والتوسع فى صوبات الكانتالوب والفراولة، فالأولوية يجب أن تظل معقودة لتوفير الغذاء الأساسى للشعب وتقوية مناعة الدولة ضد الضغوط ومحاولات الهيمنة العولمية.

وسوف تكون هذه التوجهات المبنية على عمق الإدراك السياسى والاستراتيجى بمثابة ضربة معلم جديدة للرئيس السيسى تتجاوز فى أهميتها ومردوداتها أهمية ضربة المعلم الأولى فى حفر قناة السويس الجديدة.

خير الكلام:

<< ذكاء لا يهاب تحديات... وإصرار لصنع المعجزات !

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: