رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
كنت فى حاجة الى جرعة من التفاؤل وانا اسمع رئيس مصر وصاحب القرار فيها وكنت اعلم ان الرئيس عبد الفتاح السيسى ليس مدينا لأحد إلا للمواطن المصرى الذى منحه ثقته فلم يكن له انتماء سياسى قديم او حديث .. ولم يقترب من شواطئ السياسة ولم يكن عضوا فى حزب سياسى وكان رجلا عسكريا محترفا ينتمى الى واحدة من اقدر المؤسسات التى عرفتها مصر وهى جيش مصر الباسل .. توقفت فى الحوار الذى امتد خمس ساعات عند مجموعة قضايا مهمة سواء طرحتها نخبة المثقفين او جاءت على لسان الرئيس السيسى طرحا او تعقيبا او تساؤلا ..
وحين جاء الحديث عن عودة الفلول قال الرئيس إن الشعب المصرى بعد قيام ثورتين وعزل رئيسين لن يسمح لأحد ان يسلب ارادته مرة اخرى .. وانه على استعداد ان يترك المنصب فى اى لحظة إذا تعارض وجوده مع مصلحة المصريين ..وان المنصب يحمل قيمته بقدر ما يقدم للوطن والشعب مؤكدا ان مصر لن تسقط ابدا لأن الشعب المصرى قادر على حماية امنه واستقراره .
اعترف ان لقاء الرئيس ترك عندى انطباعات كثيرة فهو الآن بعد شهور قليلة يدرك حجم الأزمة التى نعيشها والنفق الذى نعبر منه .. ولديه قناعة ويقين بأننا قادرون على ان نواجه ونتحدى وننجز وننتصر وان المصير الغامض الذى كان ينتظرنا قد تجاوزناه وبدأنا رحلتنا مع المستقبل .. قد تتأجل بعض المواقف .. قد لا تحسم نهائيا بعض القضايا امام الظروف الصعبة وقد نجد انفسنا امام اختبارات اصعب وقد ترتفع درجة المواجهة مع اطراف لا تريد لنا الاستقرار والأمن ولكن عبد الفتاح السيسى الرئيس الذى جلسنا معه خمس ساعات ولم يترك سؤالا إلا واجاب عليه يدرك بوعى كامل صعوبة اللحظة واعباء المرحلة .. وقد كنت دائما اعيب على صاحب القرار انه غير مهموم بشىء وانه فى وادى وشعبه فى واد آخر ولكن عبد الفتاح السيسى بأمانة شديدة يشعر بهم كل مواطن مصرى يعيش فى هذا الوطن .. ولهذا صافحت الرجل وعندى رصيد كبير من الأمل والتفاؤل ... اعانه الله على مشواره الطويل.
..ويبقى الشعر
فى كـُلّ عام ٍ ..
تشْرقينَ على ضِفافِ العُمر ..
تـَنبتُ فى ظلام الكون ِ شَمسٌ
يَحتوينى ألفُ وجْهٍ للقمرْ
فِى كـُلّ عام ٍ ..
تـُشْرقينَ علـَى خَريفِ القلبِ
يَصْدَحُ فِى عُيُونِى صَوْتُ عصفور ٍ..
وَيسْرى فِى دِمائى نـَبضُ أغنيةٍ
وَيغزلُ شَوقـُنا المْجنونُ أوراقَ الشـَّجَرْ
تـُشرقينَ فراشة ً بَيْضَاءَ
فوقَ بَرَاعِم الأيَّام
تـَلـْهُو فوْقَ أجنحةِ الزَّهرْ
فِى كلّ عَام ٍ ..
أنتِ فِى قلبى حَنينٌ صَاخبٌ ..
وَدُموعُ قـَلبٍ ذابَ شوْقـًا .. وانـْكـَسرْ
فِى كـُلّ عام ٍ..
أنتِ يَا قدرَى طريقٌ شائكٌ
أمْضى إليْكِ عَلى جَنـَاح الرّيح ِ
يُسْكرُنِى عَبيُركِ ..
ثمَّ يترُكنى وَحِيدًا فى مَتـَاهاتِ السَّفرْ
أنتِ فى عُمرى شِتاءُ زوَابع ٍ
وَربيعُ وَصْـل ٍ..
وارتعاشاتٌ .. يدنـْدنـُهَا وَترْ
أنتِ يَا قدرى مَواسِمُ فـَرْحةٍ
تـَهْفـُو الطـُّيورُ إلى الجَدَاول ..
تنتشى بالضوءِ أجْفانُ النـَّخيل ٍ
وترتوى بالشَّوقِ أطـْلالُ العُمُرْ
كـَنتُ أنـَتظِر المواسمَ
قد تجىءُ .. وقـَدْ تـُسَافِر بَعدَمَا
تـُلـْقِى فـُؤَادِى للحنِين ..
وللظـُّنِون .. وللضَّجَرْ
كـَانَ يَحْمِلنى الحَنِينُ إليْكِ
أغفـُو فِى عُيونِك سَاعة ً
وَتـُطلُّ أشبَاح الوَادع
نـَقـُومُ فى فـَزَع ٍ..
وَفِى صَمْتِ التوحُّدِ نـَنـْشَطِرْ
أنـَتِ الفـُصولُ جَميعُهَا
وَأنـَا الغَريبُ على رُبُوعِكِ ..
أحملُ الأشواقَ بينَ حَقائـِبـِى ..
وَأمامَ بَابكِ أنتظِرْ
أنتِ الزمَانُ جَميعُه
وَأنا المسَافرُ فى فصُول العَام ِ..
تحْملـُنى دُروبُ العِشق ِ..
يَجْذبنى الحنـَين ُ..
فأشـْتـَهى وجَهَ القمرْ
وَأظلُّ أنتظرُ الرَّحيل مَعَ السَّحابِ ..
وَأسْألُ الأيامَ فى شوْق ٍ:
مَتـَى .. يَأتى المطـْر ؟
قدرٌ بأنْ نـَمْضى مع الأيَّام ِ أغْرابًا
نـُطاردُ حُلمَنـَا
وَيضيعُ منـَّا العمْرُ .. يا عُمْرى ..
ونحْنُ .. علىَ سَفرْ
من قصيدة (ألف وجه للقمر) سنة 1997