حيث لامجال للتكهنات والاجتهادات بمفردات الإطاحة والاستبدال، وإنما بمنظور لغة التوقيتات التى تحدد ساعة تسليم الرايات، وهى لغة تعتنقها الدول المحترمة وتحرص على الالتزام بها وتنفيذها بكل حذافيرها، خصوصا فى المواقع السيادية والحساسة!
ومن هنا يمكن فهم واستيعاب مغزى انتظار الرئيس السيسى لحين عودة اللواء محمد فريد التهامى من رحلة علاج خارج البلاد حتى يتم إخطاره بالقرارات وتكريمه بالصورة اللائقة بمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى فى ذات اللحظة التى يؤدى فيها اللواء خالد فوزى اليمين الدستورية أمام الرئيس بعد تكليفه بالقيام بأعمال رئيس جهاز المخابرات العامة.
والحقيقة أنه على طول تاريخ جهاز المخابرات العامة منذ إنشائه قبل نحو 60 عاما قام على شئون الجهاز قادة ومدراء يمكن وصفهم جميعا بأنهم كانوا «جنرالات من ذهب» لأنهم أعطوا هذا الوطن بغير حساب وصنعوا سياجا يصد بكل قوة وبراعة كافة محاولات الاختراق والتسلل والتجسس فى مختلف المراحل المتعاقبة التى حفلت بتحديات ومخاطر لم يكشف النقاب عنها بعد!
وربما لا يعلم الكثيرون أن جهاز المخابرات العامة يضم نخبة متميزة من خيرة علماء مصر فى كافة المجالات العلمية والاقتصادية والبحثية والاجتماعية والنفسية، ودائما لديه السبق فى التنبؤ بما هو قادم، والسبق أيضا فى طرح استراتيجيات المواجهة.
وداخل هذا الجهاز الوطنى العريق لا مجال للصراع والتزاحم كما هو الحال فى معظم المؤسسات المدنية، وإنما هناك تنافس - فقط - على أداء الواجب والعطاء بغير حدود وعدم الثرثرة أو الحديث بالفخر والتباهى، ومن ثم تجنب الظهور فى الأماكن العامة وحرمان النفس من ملذات كثيرة رغم أنها مشروعة وليست محرمة ولهذا فإنهم يستحقون - بجدارة - وصفهم بأنهم «جنرالات من ذهب»!
خير الكلام:
<< معدنهم لا يظهر إلا وقت الشدة... مثل النجوم التى لا تظهر إلا فى الليل.