وصحيح أن لكل زمن سينما تعبر عنه ولكن تبقي دائما ضرورات التعدد والتنوع التي جري تغييبها عن عمد في السنوات الأخيرة لكي تخلو ساحة الإنتاج من الأفلام الجادة والروايات الإنسانية والكوميديا الراقية لصالح توليفة الجنس والمخدرات في أزقة العشوائيات .
ومع أن كل العاملين في الحقل السينمائي يتحملون بنسب متفاوتة مسئولية التدهور في صناعة السينما التي هي أحد أهم الصناعات المصرية «ماديا وروحيا» إلا أن المسئولية الكبري ترجع إلي انسحاب الدولة تماما من الساحة قبل أكثر من 40 عاما ليصبح الإنتاج السينمائي في أيدي من لا علاقة لهم بالسينما والفكر والثقافة والذوق العام والذين ينحصر كل همهم في الربح فقط مهما تكن رداءة المعروض.
ولعل من بين الإكليشيهات المغلوطة التي يجري الترويج لها لتبرير الحالة السينمائية المؤسفة إكليشيه «الجمهور عايز كده» وإكليشيه « غياب الكتاب والروائيين المبدعين».. وهذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلا فكثير من جمهور السينما الراقية اكتفي بالعزوف عن مشاهدة الأفلام المصرية الحالية وإعادة مشاهدة الأفلام القديمة.
إن كثيرا من مشاكل وأزمات السلوك في المجتمع المصري ترجع إلي غياب الأفلام الرومانسية والاجتماعية والكلاسيكية بمفردات لفظية راقية ومعلومات تاريخية مدققة وواقعية إنسانية غير مبتذلة لأن حرية التناول وجرأة الإبداع لا تعني الترويج للفوضي والوقاحة وكل ما هو منحط وسطحي وهزلي!
وأظن أنه إذا عادت السينما المصرية لصوابها وعادت الدولة المصرية لمسئولياتها فسوف نكتشف أن مصر لم تعقم بعد وأن بها من أدباء الجيل الحالي من يستطيعون أن يسدوا فراغ العمالقة أمثال نجيب محفوظ ويحيى حقي ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي... وأيضا سوف نكتشف أننا نتحرك علي الطريق الصحيح لمواجهة العنف والتطرف والإرهاب بأقل التكاليف!
خير الكلام:
<< ليس الجميل غاليا ولكن الغالي هو الجميل !