الذين يهاجمون الكبار على طول الخط، ينسون أن جيل الشباب الحالى لديه مشكلات حقيقية تجعل الاستعانة به خطرا عليه هو نفسه، فهو جيل لا يقرأ، لا يسمع، مستوى تعليمه محل شك، هزله يفوق جده، سعيه أقل من شكواه، حديثه عن الثورة والحقوق أكثر من حديثه عن السلوكيات والقيم، ولديه أيضا مشكلة انتماء، وعندما تواجهه بالحقيقة المرة «يستسهل» ويلقى باللوم على الكبار، دون أن يعلم أن حضارات دول كبرى قامت على ثقافة احترام الكبير والاستفادة من خبراته وتجاربه، بل وتقديسه، كالصين واليابان!
أصحاب هذا الرأى يستشهدون بواقعة قيادة أسامة بن زيد للجيش الإسلامى وعمره أقل من العشرين، ولكن هؤلاء لم يقولوا لنا : أين «أسامة» الآن وسط جيل الشيشة والفيسبوك والفضائيات ومسابقات تليفزيون الواقع!
هؤلاء أيضا يرون أن دول العالم المتقدمة يقودها الآن شباب مثل أوباما وكاميرون ورينزي، ولكنهم يتجاهلون أن هناك قادة آخرين لدول ديمقراطية كبرى فوق الستين والسبعين، فرئيس وزراء الهند الجديد ناريندرا مودى عمره 65 عاما، والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف 67 عاما، ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما 72 عاما.
ولماذا نذهب بعيدا؟ فتونس التى يعتبرونها أنجح تجارب الربيع العربى تستعد هذه الأيام لاستقبال رئيس «ثمانيني» هو قائد السبسي!
أجيبونا: من هم الشباب المطلوب دفعهم لتحمل المسئولية من بين المناضلين والنشطاء الذين ابتلينا بهم فى السنوات الأخيرة؟
ومن هم العواجيز الذين أفسدوا مصر؟ مجدى يعقوب؟ فاروق الباز؟ زويل؟ عدلى منصور؟ الأبنودي؟ عادل إمام؟ عمر خيرت؟
.. الله يكسفكم!!