رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
السيسى .. والجالسون على الفيسبوك!

الشباب الذين يبحث عنهم السيسي، وتبحث عنهم مصر، ليسوا هم بالتأكيد أولئك الجالسون ليل نهار على الفيسبوك، ينتقدون كل شيء، ويسخرون من كل شيء، فهؤلاء هم مرضى «التوحد» الإليكترونى الذين لا يرجى منهم خير، لا اليوم ولا غدا، لا لوطنهم، ولا لأسرهم، ولا حتى لأنفسهم.

إذا سألتهم : «لماذا أنتم ساخطون دائما»، تجد إجاباتهم سابقة التجهيز، يرددونها كالببغاوات، أحدهم يقول إنه لا يستطيع أن يعمل إلا بعد القضاء على الفساد، والثانى يتحجج بدولة العواجيز، والثالث يلقى باللوم على دولة مبارك، والرابع يقسم بأغلظ الأيمان أنه لن يفعل أى شيء إلا بعد تحقيق أهداف الثورة كاملة: الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، يعنى «فى المشمش»، فهى شعارات الأحلام التى لم تتحقق لا فى أمريكا ولا حتى فى الدول الإسكندنافية!

بالتأكيد السيسى لا يبحث عن هؤلاء، ومصر أيضا لا تريدهم، وشرنقتهم الافتراضية التى تقوقعوا بداخلها تحولت إلى زنزانة لهم، بينما الوطن يحتاج لجيل يعمل ليرتفع شأنه، لا لجيل «الطلائع» الذى ينتظر أن يأتيه الوطن بأكمله تحت أمره على طبق من ذهب!

السيسى يريد الشاب الذى اخترع السيارة الكهربائية والطائرة بدون طيار فى جامعة القاهرة، وليس الشاب الذى سخر على الفيسبوك من انحشار رئيس الوزراء فى السيارة، أو من اصطدام الطائرة بوجه المحافظ خلال الاحتفال نفسه!

السيسى يريد الشاب الذى يستيقظ فجر كل جمعة للمشاركة فى سباقات الجرى والمشى والدراجات، لا عن الشاب الذى نام حتى الظهيرة، واستيقظ لفتح النت أو الـ«سمارت فون» لممارسة هوايته فى «تشيير» الشائعات و«الافتكاسات» والنكت السخيفة!

السيسى يريد الشاب الذى يستشهد دفاعا عن الوطن، أو الذى يحفر بأظافره فى القناة، لا الشاب الذى يسخر من هؤلاء وهؤلاء، من وراء الكيبورد، أو من تحت البطانية!

نحتاج إلى شباب تقوم القيامة عليهم وهم يعملون، لا وهم نائمون أو جالسون على الفيسبوك!


لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: