الحقيقة أن الغباء السياسى هو الذى أوردهم إلى التهلكة عندما دفعوا بمن أجلسوه على عرش مصر أن يصدر إعلانا دستوريا يقول من خلاله أن قراراته محصنة ولا يجوز الاعتراض عليها لأن المشيئة مشيئته بل إن الأمر بلغ حد إهدار حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب ودعوة الأنصار للزحف إلى المحكمة الدستورية لمنعها من مناقشة مدى دستورية مجلس الشوري.
الغباء السياسى وليس شيئا سواه هو الذى أقنع قادة «الجماعة» بتنظيم احتفالات ذكرى نصر أكتوبر بصورة تستفز كل المصريين الذين أصابهم الذهول وهم يرون من قتلوا الرئيس الراحل أنور السادات فى يوم مجده ومن شككوا فى نصر أكتوبر واعتبروه تمثيلية يجلسون فى صدارة المشهد يصفقون لمندوب الجماعة فى قصر الاتحادية الذى راح يطوف أرجاء استاد القاهرة فى سيارة مكشوفة باعتباره صانع النصر بعد أن منح نفسه بقرار جمهورى كل الأوسمة والأنواط التى حصل عليها الرؤساء السابقون!
الغباء السياسى بلغ ذروته فى الإصرار على عمل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور رغم معارضة كافة القوى السياسية بل وحرمان المحكمة الدستورية من مناقشة دعوى بعدم دستوريتها ثم المضى فى إجراءات هزلية لطبخ هذا الدستور الذى صدر بليل فاستحق أن يصفه الشعب بأنه دستور نصف الليل.
الغباء السياسى هو الذى وفر الحماية لذراع الجماعة حازم صلاح أبو إسماعيل وأتباعه فى محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى بينما صيحات الوعيد والتهديد تتوالى من فوق منصة رابعة العدوية.
والخلاصة أنه لم يظلمكم أحد وإنما ظلمتم أنفسكم بهذا الغباء السياسى الذى تتعدد أدلته.
خير الكلام:
من الغباء أن تسعى للخصام ولديك فرصة للتواصل !