ويبدو أن اردوغان يريد أن يعيد مسلسل حريم السلطان فى هذا القصر رغم أن بطل المسلسل التركى السلطان سليمان عاش فى قصر صغير وتزوج وانجب فيه مئات الأبناء والأحفاد .. هناك معركة ضارية بين اردوغان والمعارضة التركية لأنها اعتبرت القصر الجديد خطيئة كبرى لا تتناسب مع روح العصر والظروف التى يعيشها الشعب التركى على المستوى الاقتصادى .. إلا أن أحلام اردوغان فى استعادة الإمبراطورية العثمانية ولياليها الخضراء والحمراء جعلت الرئيس التركى يقيم هذا القصر ليكون «قصر الخلافة» وهو يبرر ذلك بأن القصر لابد أن يتناسب مع تركيا الجديدة التى تستعيد نفوذها أمام العالم فى أوروبا والعالم العربى وآسيا بحيث ترتفع أعلامها فوق هذه المناطق كما كانت يوما .. هناك شعوب كثيرة مازالت تلعن أيام العثمانيين السوداء .. إن اليونان والبلقان والنمسا ومعظم الدول العربية عانت كثيرا فى ظل الحكم العثمانى حتى انتهت إمبراطورية الرجل المريض كما أطلق الغرب عليها فى ايامها الاخيرة .. إلا أن اردوغان تصور أن بداية إنشاء الإمبراطورية التركية الجديدة أن يقيم قصرا جديدا للرئاسة ونسى أن اقدار الدول والشعوب لا تصنعها القصور والألقاب ولكن تحكمها السلوكيات والمواقف وكم من دول كبرى أساء لها حكام صغار وكم من دول صغرى رفعها حكام كبار والمشكلة الأساسية التى يواجهها اردوغان انه يحكم وطنا كبيرا ودولة عريقة بأسلوب لا يتناسب مع دورها ولهذا خسرت تركيا الكثير أمام العالم لان رئيسها بنى قصرا كبيرا ونسى هو نفسه أن يكون حاكما كبيرا.. إن السياسات الخاطئة التى يمارسها اردوغان افقدت تركيا الكثير من رصيدها الحضارى والسياسى الذى صنعته فى سنوات طويلة.. إن القصر الجديد لن يرفع اردوغان إلى مصاف الزعماء الكبار لان الرجل تنقصه أشياء كثيرة حتى يكون حاكما كبيرا.