ما أسوأ الشعور بالمرارة عندما تتوقع شيئاً ما وتفاجأ بعكسه! لكي لا تتعب نفسياً أو تصاب بالإحباط، فالأجدر بك ألا تشغل نفسك بالأحداث الجارية التي تقع في مصر، فالأحسن أن تأخذ بمقولة "اعمل نفسك ميت".. حتى تمر الأيام بحلوها ومرها على خير، فلا جدوى من أن تتعب نفسك وتجادل أو حتى تعترض، فلا قيمة لاعتراضك، ولن يسمع أحد صوتك!
ولست أقصد بمقولة "اعمل نفسك ميت" أن يقوم أحد من أفراد أسرتك بنشر خبر وفاتك على مواقع التواصل الاجتماعي لكي تكون مشهوراً في دقائق، كتلك الممثلة المغمورة التي يبدو أنها كانت بحاجة للبحث عن الأضواء... ولكن أن تأخذها شعاراً لك؛ لأن الأمور لم تعد مفهومة، ويكتنفها التعتيم والغموض؛ لكي يظل المواطن المتابع لمجريات الأمور حائراً.. فمن العاقل ومن المجنون؟ من الجاني ومن المجني عليه.. من القاتل والظالم.. ومن المظلوم؟
إنه الغلبان المعدم الفقير؛ الذى هو الضحية فى النهاية... والمجرم الحقيقي حرّ طليق يضحك ملء فيه، مخرجاً لسانه غيظاً لكل من ينظر إليه.. واستطاع بكونه "داهية" أن يخدع الجميع ويلبسهم "السلطانية"!!
هذا المعنى عبّر عنه الفنان محمد منير يوماً عندما غنى أغنيته الشهيرة "حدوتة مصرية"، كلمات الرائع عبدالرحيم منصور، وسر جمال الأغنية أنها "خالدة" -كغيرها من الأعمال العبقرية سواء الروائية أو القصصية أو الغنائية- بمعنى أنها كانت قديماً تعبر عن حال معينة ولا تزال تعبر عنها فى حاضرنا؛ لأنها ببساطة تجسد الطبع الذى يبدو أننا ورثناه ويجري في دمائنا ولن يتغير أبداً!
وإذا كنت قد سمعت الأغنية، فستعرف ما أقصده جيداً.. وحينها ستغرورق عيناك بالدموع.. على حالنا.. على حال الغلابة الطيبين.. الذين دائماً يُستخدمون ويكونون فى المقدمة ويجابهون الأخطار.. يتجرعون كأس المرارة والألم... وغيرهم من ليس لهم وجه حق يتصدرون المشهد.. ويتمتعون برغد العيش!!
وبرغم الحالة التي تتملكني وتشعرني بغصة فى حلقي، إلا أنني متفائل بالمستقبل، وأثق في الرئيس السيسي؛ لأنه ينوي خيراً للبلد، وأثق أننا سنستفيد من أخطائنا، وسنقوم بدراسة تداعيات الأحداث والأخطاء فى الماضي، وتلافيها مستقبلاً.. سنقوم بتعديل القوانين.. بمكافحة الفساد ومعاقبة المفسدين أقسى عقاب.. باتفاقيات مع الدول ليسلموا لنا الهاربين وأموالهم المنهوبة، ووو..... إلخ... لشيء واحد وهو أن نقيم دولة العدل.. حتى لا تضحك علينا دول الجوار.. ولكيلا يقول لنا أحد يوماً : "عودوا إلى مقاعدكم"!!
لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة رابط دائم: