وهى بكل المقاييس مصالح ضخمة ولكن يجب أن تتخلى هذه القنوات عن سياستها في ادعاء الطهر والبراءة وتحاول أن تمسح عن هذا النظام خطايا ثلاثين عاما..هناك وجوه لعبت كل الأدوار وهناك وجوه اخرى أخلصت لهذا النظام كما أن هناك من اختلف مع هذا النظام وهو فى عنفوان قوته واستبداده ولكن يجب أن يدرك الجميع أننا أمام واقع جديد..ودولة جديدة وقبل هذا نحن أمام رئيس جديد يسعى بأن يخرج بمصر من هذه المحنة القاسية..لا اعتقد أن مصر تتحمل الآن انقسامات جديدة..يكفى ما نراه على الخريطة..مسلمين وأقباطا..ومسلمون وإخوان..وسلفيين وجهاديين وداعشين وقدسيين..وانصار يناير وانصار يونيه..وفلول وطنى وفلول إخوان .. ما الذى يمكن ان نضيفه بعد ذلك كله لقد انقسم ثوار يناير على أنفسهم واصبحوا شظايا ما بين الإخوان والعلمانيين والليبراليين وانقسم ثوار يونية .. لكن الشئ المؤكد الآن اننا أمام رئيس جديد واحد اختاره الشعب وامام حكومة واحدة وامام دستور وافقت عليه الأغلبية وفى انتظار مجلس نيابى منتخب لنكمل خارطة الطريق . لا أتصور أن تنطلق حشود النظام السابق على الشاشات الخاصة في احتفالية العودة على أساس إنها لا تعترف بكل ما شهدته مصر من تغيرات .. أن الشئ المؤكد أن ثورة يناير اسقطت نظاما فاسداً مستبدا ولم تكن تمثيلا لمجموعة من الشباب ولكنها كانت إرادة شعبية خرج فيها الملايين مطالبين بإسقاط النظام .. وكانت ثورة يونيه ارداة شعبية ضد فشل الإخوان وهذا يعنى أن المصريين رفضوا الاثنين معا رموز الوطنى ورموز الإخوان وليس هناك ما يبرر للفضائيات الخاصة العودة بنا للوراء لأن الماضى لا يعود ولن يعود.. واذا اصرت الفضائيات على موقفها في عودة الأشباح فيجب أن يكون هناك موقف يعيدها إلى رشدها لأن مصر لا تحتمل محنة انقسامات ومواجهات جديدة ما بين ثورة يونية وفلول الوطنى المنحل.
[email protected]