رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
الغباء السياسى.. وراثة ومنهج

الذين يسعون لتوظيف أحكام البراءة في قضية القرن فصيلان وليس فصيلا واحدا وكلاهما يجمع بينهما أنهما كانا علي هامش أحداث 25 يناير 2011 ثم بدأ الصراع بينهما علي ركوب موجة الغضب والعنف واختطاف السلطة بعد 11 فبراير.. الفصيل الأول تمثله الجماعة المحظورة وحلفاؤها من القيادات المتعددة التي ترفع رايات الإسلام السياسي والفصيل الثاني تمثله مجموعة من الحركات والتنظيمات الفوضوية المدربة علي كيفية إثارة الاضطرابات من خلال الدق علي أوتار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

ولأن الفصيل الأول أدق تنظيما وأكثر خبرة وأطول عمرا فقد استطاع أن يختطف ثورة الشباب المصري في يناير 2011 ليعوض فشله الذريع من قبل في محاولة اختطاف ثورة الجيش المصري في يوليو 1952 ولكن لأن الغباء السياسي ملازم لهذا الفصيل منذ نشأته عام 1928 باعتباره إرثا ومنهجا للجماعة فلم تدم لهم سلطة الحكم سوي عام واحد ليجيء السقوط مدويا بإرادة شعبية كاسحة في 30 يونيو 2013.

وأبرز علامات الغباء السياسي أنهم مثلما رفضوا الأيدي الممدودة لهم من الضباط الأحرار في ثورة يوليو 1952 وأصروا علي المغالبة وليس المشاركة ليكون لهم حق الوصاية علي الثورة فإنهم عندما نجحوا في اختطاف ثورة الشباب في يناير تنكروا لكل الوعود التي قطعوها علي أنفسهم مع كافة التيارات السياسية ولجأوا إلي ثنائية الاستئثار والإقصاء ظنا منهم أن الأمور قد دامت لهم إلي أبد الآبدين!

ومن العجيب أن هؤلاء الذين كانو يتباهون خلال امتلاكهم لزمام الأمور بدعم أمريكا وحلفائها الغربيين لهم باعتبارهم أبناء التجربة الديمقراطية الأولي في مصر - علي حد زعمهم - فإنهم يملأون الدنيا صياحا هذه الأيام بأن المؤامرة قد انكشفت وأن واشنطن وعواصم الغرب ليسوا فقط شركاء في مخطط إزاحتهم عن السلطة في 30 يونيو وإنما هي مؤامرة محبوكة منذ 25 يناير بالتواطؤ مع المجلس العسكري وبعض الأنظمة الإقليمية للإجهاز علي تيارات الإسلام السياسي في المنطقة كلها وليس في مصر وحدها... ومثل هذا الهراء الذي تلوكه ألسنتهم علي فضائيات التحريض المبثوثة من اسطنبول والدوحة هو الدليل الحي علي أن الغباء السياسي ليس جديدا عليهم وإنما هو وراثة ومنهج!

خير الكلام:
<<إستشر غبيا تعرف مقدار غبائه !
[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: