لا تحزن كثيرا وكن على يقين أن الزمن قادر على كشف الحقيقة مهما تمادى البشر في إخفائها والتحايل عليها..هناك أشخاص يفخر التاريخ بهم وهناك كهان سوف نراهم في مذابل التاريخ، والفرق بين الاثنين هو الحق لأنه لن تتساوى أبداً أيادى لوثها الباطل وأياد أخرى كانت من أوسمة الصدق..فرق كبير أن تقود شعبا وان تكون قائد عصابة..أن للشعوب قدسيتها لأنها تحمل روح الأوطان بما تعنيه من الأرض والزمن والتاريخ أما العصابات فهى جماعة من البشر تجتمع على وليمة حتى وان كانت مسمومة..قد تفرح العصابات حين تقتنص فرصة أو تصنع مؤامرة أو تنقض على ضحية، ولكن تبقى فى النهاية مشروع عصابة، أما الشعوب فهى التى تصنع التاريخ سواء كان معها أو ضدها ولكنه آى التاريخ يقف فى محراب قدسيتها راكعا لأنه يدرك انه أمام قيم وأمجاد وحضارة..وفى صفحات التاريخ جماعات كثيرة شوهت صورة الحياة..كانت حروب التتار معارك عصابة حتى وان جمعت حشودا من البشر.. وكان النازى زعيم عصابة حتى وان قاد وقتل ملايين الضحايا..وكان الإرهاب دائما يصنع لنفسه ألف عصابة وكانت أحلام اسرائيل أحلام عصابة..أن العصابات لا تصنع أمجادا ولكنها تصنع المصائب والكوارث..اما الشعوب الحقيقية فهى التى تبنى وتشيد وتقدم للحياة اجمل ما فيها من البشر..فلا تحزن اذا وجدت حولك اشباحا من الكهان الذين باعوا أنفسهم للشيطان من اجل مصالح زائلة..واذا كان الحق قد اختفى في زحمة الباطل فهو قادر على أن يطل مرة اخرى وتراه شامخا رافعا قامته وسط مرتزقة الشعارات والجماعات وباعة الاوهام..لا تحزن إذا اختفت الشمس قليلا خلف سحابة ضالة ..لأن البقاء للشمس ولا بقاء للضلال .. قد تحزن لأنك غرست حلما ولم تجن ثماره..هناك ربيع قادم سوف يجىء بالثمار..لا تحزن إنها سحابة صيف عابر وسوف تبتسم الحياة مرة أخرى .. لان الحق لا يضيع.
[email protected]