هذا السؤال بات مطروحا بشدة فى معظم عواصم العالم وبالذات فى العواصم الأوروبية التى ذاقت ويلات حربين عالميتين فى النصف الأول من القرن العشرين «الفائت» وكانت شرارة الحرب فى المرتين مرتبطة بشكل أو بآخر بنزاعات ساخنة فى منطقة البلقان على غرار ما يشهده الشرق الأوسط من نزاعات ساخنة منذ سنوات.
ومبعث القلق مما يجرى على أرض الشرق الأوسط الآن من تمدد وانتشار واتساع لرقعة الأنشطة الإرهابية هو الخوف من أن تتحول المنطقة برمتها إلى بركان ثائرتتناثر حممه ذات اليمين واليسار وربما يؤدى أى خطأ فى الحساب إلى مواجهة كونية تدمر العالم بأسره.
ويمكن لأى متابع لما يصدر عن مراكز بحثية رصينة بشأن الشرق الأوسط أن يلمس إشارات من الخشية بأن الزمام يوشك أن يفلت تماما من أيدى العسكريين الذين قد تطيش ضرباتهم الجوية بعيدا عن أهدافها فتصيب أبرياء يمكن أن يتعاطفوا مع الإرهابيين وإنه كان من الأفضل التعامل بسياسة النفس الطويل لتعرية وعزل تنظيم داعش بوسائل متعددة ليس بينها الانزلاق والغوص فى هذا المستنقع الإقليمى خصوصا وأن المنطقة مثقلة بتركة من الضغائن والأحقاد بين قوميات وطوائف ومذاهب متعددة.
والخوف كل الخوف من أن استمرار تصاعد النيران من مثل هذه الحرائق الإرهابية التى قد يمكن اليوم بجردل واحد من الماء إطفائها أن تتحول غدا إلى بركان من النيران والحمم التى يصعب السيطرة عليها بمياه نهر بأكمله... والمثل الشائع عندنا يقول إن معظم النار من مستصغر الشرر.. ربنا يستر!
خير الكلام:
<< أعداءوك ثلاثة... عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك!